المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينهُ ونستغفرهُ ، ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمــالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هدي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُهَا الذِينَ آمَنوُا اتَقُوا اللهَ حَقَ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَ إِلاَ وَأََنْتُمْ مُسْلِمُونْ﴾ . آل عمران :102
﴿يَا أَيُهَا النَاسُ اْتًقُوا رَبَكُمْ الذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَـالاً كَثِيراً وَنِسَـاءً ، وَاْتَّقُوا اللهَ الذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَام إِنَ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ . النساء:1
﴿يَا أَيُهَا الذِينَ آمَنوُا اْتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنوُبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ . الأحزاب 71-72 .
أما بعد ، فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بـدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار.
من المعروف أن الإعراب فرع المعنى ، وإن أهم ما ينبغي أن يفهمه الطالب جيداً ويعيه هو أن النحو ليس ترفاً فكرياً كما يظن بعض من تأثر باللغات الأجنبية ، وإنما هو أمرٌ ضروري لمن أراد أن يفهم آية قرانيةً أو حديثاً نبوياً فهماً صحيحاً ، وكذلك هو أمرٌ ضروري لمن أراد أن يركب أية جملة تركيباً صحيحاً ، ولهذا رأيت أنه من واجبي أن أضع بعض الدروس المختصرة وخاصة وأنه قد لاحظت أثناء قيامي بتدريس مادة اللغة العربية في مراحل التعليم الأساسية والمتوسطة أن مشكلة الطلاب تكمن في أنهم لا يميزون بين الاسم و الفعل والحرف و بين الفاعل والمفعول ، والمبتدأ والخبر ، والمضاف والمضاف إليه ، وأنهم يقرؤون ولا يفهمون ، فقد كانت هذه المادة عندهم من المواد الصعبة ولاجد أحدهم يقبل عليها إلا من قبيل الاضطرار من أجل الامتحانات فقط ، وهذا بمثابة تناول المريض الدواء المرَّ .
ومن هنا حزمتً أمري متوكلاً على الله الحي الذي لا يموت أن أضع شرحاً مختصراً اسميته " النحو الميسر وتدريبات على الإعراب " هو عبارة عن تدريبات ميسرة ومختصرة عن النحو وعن الإعراب الذي هو فاكهة اللغة ، يليها تطبيقات سهلة لمعرفة مستوى الفهم .
ولا ادعي الكمال فـالكمال للـه وحــده – سبحانه وتعالى –
قال ابن رجب – رحمه الله: " ويأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه ، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير من صوابه "
القواعد: ص: 3
قال المُزَنِي – رحمه الله - : " قرأتُ كتاب الرسالة على الشافعي ثمانين مرة ، فما من مرة إلا وكان يقف على خطأ ! فقال الشافعيّ : هيْه ! أبى الُله أن يكون كتابًا صحيحًا غير كتابه "
حاشية ابن عابدين الطبعة الثانية : ( 2 / 27 )
ورحم الله العماد الأصفهاني فقد قال: " إني رأيتُ أنه لا يكتب إنسان كتابًا في يومه إلى قال في غده: لو غير هذا لكان أحسن ، ولو زيد كذا لكان يستحسن ، ولو قدم هذا لكان أفضل ، ولو ترك هذا لكان أجمل ، وهذا من أعظم العبر وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر "
العماد الأصفهاني لمفدمة كتاب جمهرة الأدبــاء
( رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) .
( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) .
الدرس الأول
الكلام وما يتألف منه
الكلام : هو اللفظ المفيد وينقسم إلى ثلاثة أقسام :
اسمٌ ، فعلً ، حرفٌ .
فالاسم : هو ما دل على مسمى إنسان أو حيوان أو نبات أو جملة مثل : محمد ، حصان ، شجر ....
علامات الاسم :
علامات الاسم التي يُعرف بها كالآتي :
• قبوله لحرف " أل " التي للتعريف فتقول الرجل ، الحصان ، الشجر ....
• قبوله للجر والإضافة ، فتقول : علماء السلف ، سنة الفجر ...
• قبوله للإسناد ، فتقول : قام محمد ، العلم نور ، الجهل ظلام ...
• قبوله للتنوين ، تقول : هذا سلفي ، قرأت كتاباً نافعاً ...
• قبوله النداء تقول : يالله أنصرنا على القوم الكافرين ...
• والنداء إما مفرد ، وإما مثنى ، وإما جمع ... سيأتي شرح ذلك في محله إن
شاء الله تعالى .
إلى اللقـــــــــــــــــاء في الدرس القادم إن شاء الله تعالى
و " علامات الإعراب "
كان معكم / محمد الديسطي