الفرق المبين ما بين الرّفق و اللّين
مِنْـهَـاجُنَـا وَحْيَـانِ إِذْ نَزلاَ فَقَـدْ
فَهِـمَ الصَّـحَابَةُ مَـا رَأَوْا بِعِيَـانِ
مِنْـهَـاجُنَـا عَقَـدُ الَّذِيْنَ مُحَمَّـدًا
صَـحِبُـوْا ، وِتَبْجِيْـلٌ لِـذِيْ عِرْفَانِ
وَإِلى سَبِيْلِ الصَّـحْبِ صَـحْبِ مُحَمَّدٍ
نَهْدِيْ ؛ وَلاَ - وَ اللَّـهِ - نَبْغِـيْ ثَانِيْ
فَاسْلُكْ - أخي سنن الهدى يا صاحبي -
تَلْـقَ النَّجَـاةَ وَ رَبِّـنَـا الـدَّيَّـانِ
وَ احْفَـظْ رُزِقْتَ الفَهْمَ وَ ادْعُ اللهَ أَنْ
يَجْـزِيْ أَخَـاكَ الشَّـمَّرِيَّ مَثَـانِيْ
عِلْمًـا وَمِنْ عَمَـلٍ ، وَصِدْقًا خَالِصًا ،
وَ إِمَـامَةً وَ كَـذَا رَفِيْـعَ مَكَـانِ
مَعْطُـوْرَ ذِكْرِ الصَّـالِحِيْنَ ، وَقَدْ أَتَتْ
أَخْبَـارُهُ بَلَـدَ القَصِـيْ وَ الـدَّانِـيْ
لاَ يُذْكَـرَنْ بِالْخَيْـرِ بُشُـرَى تَبْلُـغُهْ
إِلاّ عَلَـى قَلْـبٍ قُبَـيْـلَ لِسَــانِ
يَدْعُـو لَهُ أَهْـلُ الحَدِيْثِ إِذَا خَلَـوْا
فِـيْ شَطْـرِ لَيْـلٍ لِلْعِبَـادَةِ ثَـانِيْ
هَلْ يَعْـرِفُ الإِحْسَـانَ عِنْـدَ أُهَيْـلِهِ
إِلاّ ذَوُوْ فَضْــلٍ وَ ذُوْ إِحْسَـانِ ؟
:: :: :: :: :: :: :: ::
مِنْـهَاجُنَـا رَدْعُ الخُصُوْمِ وَ زَجْرُهُمْ ؛
هَجْـرٌ ، وَ نَتْـرُكُهُمْ بِـلا ( أَسَفَانِ )
وَسَبِيْلُنَا طَـلَبُ العُلُـوْمِ عَلَىْ الَّـذِيْ
وَصْـفٌ لَـهُ : ذُوْ ذِكْـرِنَا الرَّبَّـانِيّْ
وَالذِّكْـرُ - أَيْضًا - سُنَّةُ الْهَادِيْ وَقَدْ
جَـا ذَاكَ فِيْ ( نَحْـلٍ ) مِنَ القُـرْآنِ
إِيَّـاكَ ثُـمْ إِيَّـاكَ أَنْ تَبْـغِـيْ رَدَىً
تَرْجُـوْ العَقَـائِدَ مِـنْ فَـمٍ خَـوَّانِ
هُـوَ زَاهِـدٌ فِـيْ أَنْ يُنَجِّـيْ نَفْسَهُ
أَوَ يَبْـذُلُ الإِعْطَـاءَ ذُوْ حِرْمَـانِ ؟!
هُـوَ فَـارِغٌ ، وَجُوَيْـهِلٌ ؛ بَلْ إِنّ ذَا
إِنْ قُلْتَـهُ زَكَّيْتَـهُ يَـا فَـانِـيْ ( ! )
هَـلْ يُبْتَغَى حُـبُّ الإِلَـهِ بِمَقْتِـهِ ؟!
عَجَـبِيْ عَلَـى عَقْـلٍ لَكُـمْ تَلْفَـانِ
وَاعْجَـبْ ، وَزِدْ مِنْ ذَهْلَةٍ إِنْ قِيْلَ لَكْ
هُوَ عَالِمٌ ، هُـوَ صَاحِبُ العِرْفَانِ ( ! )
:: :: :: :: :: :: :: ::
يَـا مَـنْ بِسُـنَّتِنَا تُرِيْـدُ تَمَسُّـكًا
إِيَّاكَ أَنْ تَصْحَبْ ( أُوْلِيْ حَـدَثَـانِ )
مَا زِلْـتَ إِنْ تَفْعَـلْ تَزِيْدُ مِنَ الخَطَـا
وَحِسَـانُ فِعْـلِكَ لَمْ تَصِـرْ لِحِسَانِ
شَـدِّدْ وَشُـدَّ العَـزْمَ وَابْغِ الأَجْرَ مَوْـ
فُـوْرًا وَ مِـنْ ضِـعْفٍ لَدَى الرَّحْمَنِ
لا تَبْتَسِـمْ فِيْ وَجْهِهِ ، وَاعْبِـسْ لَـهُ
قَـدْ قَالَـهَا مِنْ قَبْلِـيَ القَحْطَـانِيْ :
(( لا تَلْـقَ مُبْتَـدِعًا وَ لا مُتَـزَنْـدِقًا
إلاّ بِعَبْسَـةِ مَـالِـكِ الغَضْبَـانِ
لا يَصْـحَــبُ البِـدْعِيَّ إلاّ مِثْـلُهُ
تَحْـتَ الدُّخَـانِ تَأَجُّـجُ النِّيْـرَانِ ))
:: :: :: :: :: :: :: ::
وَ يَقُـوْلُ مَنْ دَانَ المُيُـوْعَةَ مَنْهَجـًا :
ذِيْ غِلْظَـةٌ - بِسَـرِيْـرَةٍ وَلِسَـانِ -
ذِيْ شِـدَّةٌ ، ذَا لَيْـسَ مِنْ رِفْقٍ كَذَا
هِيَ مَسْـلَكُ السَّـاعِيْ إِلى خُسْـرَانِ
هَـذِيْ القَطِيْعَةُ سَـوْءَةٌ فِيْ شَـرْعِنَا
وَ إِلَيْـكَ فَلْتَسْـمَعْ فَـذَا بُرْهَـانِيْ
قَـدْ حَـرَّمَ الـهَادِيْ لِغَيْرِ ثَلاثَةِ الـْ
أَيَّـامِ هُجْـرَانـًا وَمِـنْ سُـلْـوَانِ
وَ تَصـدُّقٌ هِيَ الابْتِسَـامَـةُ إِنْ تَكُنْ
فِيْ وَجْـهِ مَنْ هُـوَ بِالهُـدَى آخَانِيْ
ذَا الابْتِـدَاعُ فَشَـرُّ مَا اقْتَرَفَتْ يَـدٌ
لَكِنَّـهُ فِـيْ الـدُّوْنِ مِـنْ كُفْـرَانِ
فَالمُحْـدِثُوْنَ عَلَى مَسَـاءةِ فِعْلِـهِمْ
هُمْ مُسْلِمـُوْنَ وَهُمْ مِنَ الإِخـْوَانِ
لَسْـنَا نُكَفِّـرُهُمْ بِسُوْءِ فِعَـالِهِمْ
وَ نَعُـوْذُ بِالبَـارِيْ مِـنَ الخُـذْلانِ
:: :: :: :: :: :: :: ::
فَـأَقُـوْلُ - إِنِّيْ صَـائِلٌ أَوْ جَـائِلٌ
أَنَـا مُسْـتَعِيْـنٌ بَالَّـذِيْ رَبَّانِيْ - :
إِيَّـاكَ أَنْ تَغْتَـرَّ ؛ تِيْـكَ سَـحَـابَةٌ
تَمْضِيْ ، وَ يَبْقَـى المـُزْنُ مَـا أَسْقَانِيْ
فَاشْرَبْ - سَقَاكَ اللهُ - مِنْ كَأْسِ الهُدَى
عِلْمـًا سِـنِيْنَ الـدَّهْـرِ قَدْ أَرْوَانِيْ
مَا لِلأُغَيْـلِمَـةِ الَّـذِيْنَ تَمَـيَّـعُـوْا
وَلِكُـلِّ عِلْـمٍ رَاسِـخِ البُنْيَـانِ ؟!
وَ عَلَى فَضَاضَةِ مَسْـلَكٍ إِنْ كُنْتَ مَنْ
تَرْجُـوْ اللِّقَـا يَوْمَـًا فَلَـنْ تَلْقَـانِيْ
:: :: :: :: :: :: :: ::
فَالرِّفْقُ شَيْءٌ - فَافْهَمَنْ يَا صَاحِبِيْ -
وَاللِّيْـنُ فِيْ القَـوْلِ فَشَـيْءٌ ثَـانِيْ
لا يَسْـتَـدِلُّ بِمُجْمَـلٍ أَوْ مُطْلَـقٍ
أَوْ شَـامِـلِ الأَجْـزَاءِ وَالأَرْكَـانِ
فِيْ كُلِّ ذِيْ قَيْـدٍ وَ تَخْصِيْـصٍ وَمَـا
هُـوَ وَ اضِـحُ الإِفْصَـاحِ وَ التِّبْيَـانِ
إلاَّ مُحَيْـدِيْـثٌ وَ مُبْـتَـدِعٌ وَ مَـنْ
سَـكَنَ الجَهَـالَةَ مِنْ قَدِيْـمِ زَمَـانِ
قَـدْ عَشْعَشَ الإِحْـدَاثُ فِيْ وُجْدَانِهِ
وَكَسَـاهُ ذَا ظَهْـرٍ وَ مِـنْ إِبْطَـانِ
وَكَـذَاك مَنْ يَسُـقِ العُمُـوْمَ مُضِيِّقًا
وَمُخَصِّصًـا مِـنْ دُوْنِ مَـا بُرْهَـانِ
أَوْ أَنْ يُقَيِّـدَ مُطْـلَقَـًا أُوْ مُجْمَـلاً
يَرْجُـوْ بَيَانـًا دُوْنَمَـا سُـلْطَـانِ
:: :: :: :: :: :: :: ::
فَالرِّفْـقُ وَ الْـعَـدْلُ فَشَـيءٌ وَاحِـدٌ
وَ تَوسُّـطٌ ، وَكـذَاكَ مِنْ إِحْسَـانِ
هِيَ الاعْتِـدَالُ ، وَ حِكْمَةٌ ؛ تِلْكَ الَّتِيْ
هِـيَ دِيْـنُ أَهْـلِ الدِّيْنِ وَ الإِيْمَـانِ
هِيَ شِـدَّةٌ فِيْ بَابِهَـا مِنْ أَهْلِهَـا
فِـيْ أَهْلِهَـا بِضَـوَابِـطِ المِيْـزَانِ
وَاللَّـيْنُ فِيْ أَهْلِيْـهِ مِنْ أَهْلِيْـهِ فِـيْ
أَبْـوَابِـهِ بِمَكَـايِـلِ الـرُّجْحَـانِ
فَاللِّـيْنُ رِفْـقٌ فِيْ أَمَـاكِنِـهْ الَّـتِيْ
جَـاءتْ بِسُـنَّةِ أَحْـمَدَ العَـدْنَـانِيْ
وَالشِّـدَّةُ الْـيُرْجَى انْزِجَـارٌ إِثْرَهَـا
هِيَ الاسْتِقَـامَـةُ رِفْـقُ ذَاكَ الشَّـانِ
مَا كُـلُّ رِفْـقٍ - بَعْدُ - لِيْنًـا إِنَّمَا
فِـيْ كُـلِّ لِـيْـنٍ رِفْقُـهُ بِمَكَـانِ
فَإِذَا عَقِـلْتَ عَـرَفْتَ أَنَّ عُمُـوْمَ مَا
هُوَ فِيْ النُّصُـوْصِ ( الرِّفْقُ ) بَيْنَ مَعَانِيْ
تَخْصِيْـصُـهُ بِاللِّـيْنِ لِـيْنٌ زَائِـدٌ
وَ الحَـظُّ مِنْ عِـلْمٍ : فَمِنْ حِرْمَـانِ
أَمَّا الوُقُـوْفُ مَعَ الأَكَـابِرِ فِيْ الَّذِيْ
فَهِـمُـوْهُ دِينًـا وَاثِـقَ الأَرْكَـانِ
قَـدْ شَـيَّدُوْهُ بَنِيَّةَ حِصْـنًا ، وَ لاَ
يَنْـهَـدُّ حَـقٌّ رَاسِـخُ البُنْيَـانِ
أَنْ : شِــدَّةٌ إِنْ بِانْضِبَـاطٍ إِنَّهَـا
هِيَ عَـدْلُ رِفْـقِ وَسَـائِطِ الإِحْسَانِ
:: :: :: :: :: :: :: ::
مَا شِـدَّةُ الأَسْـلافِ مَعْ أَهْـلِ الرَّدَى
(( هِيَ مَسْلَكُ السَّاعِيْ إِلى خُسْرَانِ ))
بَلْ مَنْهَـجُ الأَثَرِيِّ صَـاحِبِ سُـنَّةٍ
هِـيَ مَنْهَـجُ السَّـلَفِيِّ وَالـرَّبَّـانِيْ
هِيَ ذِيْ طَرِيْقَتُهُمْ ، وَ هَـذَا نَهْجُهُـمْ
لا - وَالعَلِيْ - مَا هُم (( إِلى خُسْرَانِ ))
وَاللّـهِ ، ثُمْ وَ اللَّـهِ مَـا قَـوْلٌ بِـأَنْ
(( ذِيْ سَـوْءةٌ )) مَعْ وَاضِحِ التِّبْيَـانِ
إلاّ الجُحُـوْدُ ، وَقُـلْ : عِنَـادٌ مِثْـلُهُ
هِيَ ذِيْ مَقَـالَةُ أَصْـحُبِ الْكُفْـرَانِ
:: :: :: :: :: :: :: ::
أَمَّـا الحُقُـوْقُ : فَإِنَّهُـنَّ إِذَا تَـرَى
وَ تَمِيْـزُ بَيْـنَ العِـلْمِ وَ الَهَـذَيَـانِ
وَ لِقَلْبِـكَ الْـوَاعِيْ زِمَـامُ قِيَـادَةٍ
فِـيْ كَـفِّ أَسْـلاَفٍ أُوْلِيْ إِذْعَـانِ
قَدْ شُـدَّتِ الأَرْكَـانُ مِنْكَ إِلى ثَرَىً
خَصْـبٍ يَطِيْـبُ بَـأَزْهُـرِ الأَلْـوَانِ
وَشَـذَاهُ ذُوْ فَوْحٍ ؛ أَرِيْـجُ عَبِيْـرِهِ
يُذْكِيْ الأُنُـوفَ ، وَتطْـرَبُ الأُذُنَـانِ
إِنَّ الحُقُـوْقَ : فَحَـقُّ رَبِّيْ ؛ عِـزَّةٌ
نَصْـرُ الإِلـه ، وَ غَـيْـرَةُ الأَدْيَـانِ
وَحُقُـوْقُ نَفْـسٍ إِنْ تَشَا تَعْفُوْ ، وَإِنْ
عَاقَبْـتَ مِـنْ مِثْـلٍ بِغَيْـرِ تَـوَانِ
لَمْ تَظْلِمَـنْ ؛ فَاهْجُـرْ ثَلاثَـًا لا تَزِدْ
إِنَّ الزِّيَـادَةَ مَجْلَـبُ النُّقْصَــانِ
أَمَّا لِحَـقِّ اللَّـهِ فَاشْـرَعْ مِـنْ قَنَا
سُلَّ السُّـيُوفَ وَنَصْـلَ كُلِّ سِـنَانِ
جَاهِـدْ لِـدِيْنِ اللهِ تَرْجُـوْ نُصْـرَةً
لِشَـرِيْعَـةٍ وَ لِسُـنَّـةٍ وَ قُـرَانِ
وَ اضْـرِبْ سَـدَادًا فِيْ حَنَـاجِرِ ثُلَّةٍ
بَاعُـوْا الـهُـدَى ، جَـزًّا لِكُلِّ بَنَانِ
اللهُ أَكبَرُ ؛ وَاهْجُـرَنْ - يَا صَاحِبِيْ -
إِنِّيْ أُخِيْـفُـكَ سَـحْبَـةَ الأَقْـرَانِ
وَ إِذَا هَـدَاكَ اللَّـهُ فَـاعْـلَمْ أنَّهَا
هَـذِيْ غَنَـائِمُ عَسْـكَـرِ الإِيْمَـانِ
فَمِنَ السَّـبَايَا كُلُّ بِكْـرٍ ( حُـرَّةٍ )
مِـنْ سُنَّةٍ تَصْـفُوْ وَ لَسْـتَ تُعَـانِيْ
حِفْـظُ الهُـدَى مِنْ أَنْ يُدَاخَلَ بِالرَّدَى
وَ تَزِيْـغَ بَـعْـدَ الـدِّيْنِ وَ الإِيْمَـانِ
إِذْ لَوْ صَـحِبْتَ البَـغْيَ أَوْ أَصْـحَابَهُ
هَـذَا وَ ذَاكَ لَـدَى الحِجَـى أَخَـوَانِ
تَغْتَـرُّ فِـيْ زُهْـدٍ وَصَـالِحِ ظَـاهِرٍ
- إِنْ كَانَ - ثُمْ يَرْمِيْكَ فِيْ الأَحْضَـانِ
فَإِذَا أُسِـرْتَ فُقُلْ - بِربِّكَ - كَيْفَ مِنْ
فَـكِّ القُيُـوْدِ وَ أَنْتَ رَهْـنٌ عَانِ ؟!
إِنَّ السَّـلامَـةَ لَـهْيَ أَكْـبَرُ مَغْنَـمٍ
وَ مَغَـانِمٌ أُخْـرَى فَنَفْـلٌ ثَـانِـيْ
مِـنْ ذَا : نَجَـاةٌ أَنْ تُزَكِّـيَ بِدْعَـةً
أُوْ أَهْـلَهَـا فِيْ أَعْيُـنِ ( الحُدْثَـانِ )
فِإِذَا رَأَوْكَ صَـحِبْتَ مَـنْ ذَا حَـالُهُ
قَالُوْا - وَرَبِّ العَـرْشِ - : ذُوْ إِحْسَـانِ
أَوْ أَنْ يَـرَوْكَ وَ أَنْتَ تَطْـلُبُ سُـنَّةً
فِيْ صُحْبَةٍ - خَسِـئَتْ - لأَهْلِ هَوَانِ
قَالُـوا : أُوْلاءِ القَـوْمِ أَهْـلُ دِرَايَـةٍ
وَ رِوَايَـةٍ وَ رِعَـايَـةِ الإِتْقَــانِ
مَا غِـشُّ مَنْ بَاعَ الرَّدِيْئَـةَ مَكْـرَةً
إِلاَّ وَدُوْنَ الـغِـشِّ فِـيْ الأَدْيَـانِ
:: :: :: :: :: :: :: ::
وَ اعْـلَمْ هَـدَاكَ اللهُ - أَنَّ الهَجْـرَ إِنْ
يَـكُ مُصْـلَتاً سَـيْفٌ لَـهُ الحـدَّانِ
فِيْهِ انْزِجَـارُ الخَصْـمِ ، وَ الرَّدْعُ الَّذِيْ
بِـهِ تَوْبَـةٌ ، أَوْ قِلَّـةُ الطُّغْيَــانِ
مِنْ حَــقِّ مُبْتَـدِعٍ عَلَيْـكَ بِأَنَّـهُ
(( هُـوَ مُسْلِمٌ مِنْ جُمْلةِ الإِخْـوَانِ ))
أَنْ تَهْجُـرَنْ إِيَّـاهُ ؛ إِذْ قَلَّـتْ بِـهِ
سُـوءاتُـهُ فِـيْ أَصْـحُفِ الدَّيَّـانِ
:: :: :: :: :: :: :: ::
هَـذِيْ الحُقُوْقُ - إِذًا - : فَحَقُّ إِلَهِنَا ،
وَ النَّفْـسِ ، وَالرَّائِيْ ، وَذِيْ الطُغْيَـانِ
إِيَّـاكَ - يَا سُـنِّيُّ - أَنْ تَسْمَعْ لِمَنْ
قَالُـوْا بِتَحْجِيْـرِ الـوَسِـيْعِ مَعَـانِيْ
إِذْ قَـالَ قَائِلُهُمْ وَ خَـصَّ عُمُـوْمَنَا :
أَنْ لانْـزِجَـارٍ هَجْـرُنَا الرَّبَّـانِيْ
فَأَقُـوْلُ : لا تَسْـمَعْ ؛ فَهَـذَا وَاحِدٌ
أَيْـنَ الثَّـلاثَـةُ ، رَابِـعٌ ، وَ اثْنَانِ ؟!
لا ؛ لَسْـتُ أَحْسِـبُ غَفْلَةً تَاتِيْكَ إِنْ
تَشْـدُدْ عَلَـىْ قَلْـبٍ وَثِيْقَ بَيَـانِيْ
:: :: :: :: :: :: :: ::
أَمَّـا التَّصَـدُّقُ وَابْتِسَـامُ العَبْـدِ فِيْ
وَجْـهِ الصِّـحَابِ وَزُمْرَةِ الإِخْـوَانِ
فَأَقُـوْلُ إِذْ حَـوْقَلْتُ بَعْـدَ تَرَجُّـعٍ
وَالعَـوْذِ بِالبَـارِيْ مِـنَ الشَّـيْطَـانِ
هَـذِيْ كَتِلْكَ ؛ وَ لا يُفَـرَّقُ بَيْنَهَـا
أُخْتَـانِ فَلْتَسْـمَعْ هُمَـا أُخْتَـانِ
فَالبَسْـمَةُ المنْـقُـوْلُ أَنَّ ثَـوَابَهَـا
فِيْ الأَجْـرِ مِثْلُ تَصَـدُّقِ الإِحْسَـانِ
هِيَ مَا تَكُـوْنُ بِوَجْـهِ مَنْ هُوَ مُسْلِمٌ
هَـذَا العُمُـوْمُ مُخَصَّـصٌ ؛ وَبَيَـانِيْ
أَنْ عَبْسَـةُ الهَـادِيْ لِكَعْـبٍ ، مِثْلُهَا
إِغْـلاظُ صَـحْبِ الشِّـيْبِ وَ الشُّبانِ
وَالتَّابِعِيْـنَ ، وَتَـابِـعٍ فِيْ تَـابِـعٍ
إِعْبَاسُهُمْ فِـيْ أَصْـحُبِ الطُّغْيَـانِ
وَالنَّقْـلُ لِلإِجْمَـاعِ قَدْ جَا ؛ فَاظْفَرَنْ
عَنْهُـمْ تَظَـافَرَ نَقْـلُـهُ بأمـانِ
:: :: :: :: :: :: :: ::
أَمَّـا انْحِيَـازُ النَّـاسِ عِنْـدَ مُمَيِّـعٍ
وَ تَفَـرُّقٌ ، وَ تَقَسَّـمَ النَّـوْعَـانِ
( ذَا مُسْلِمٌ أَوْ كَـافِرٌ ، لاَ، لاَ تَزِدْ )
فَالـرَّدُ أَنْ ذِيْ وَسْـوَسَـاتُ الجَـانِ
أَوْ أَنَّهُمْ شَطَنُـوْا عَنِ النَّهْـرِ الَّـذِيْ
إِذْ يَتْـرُكُـوْنَ فلهـفةُ العَطْشَـانِ
و َأَقُـوْلُ : بَلْ تَحْـتَ الجُحُوْدِ مَرَاتِبٌ
فِيْهَا المُنَـافِـقُ وَ الخَسِـيْسُ الجَـانِيْ
ذَا كَافِـرٌ عِنْـدَ الإِلَـهِ ، وَ مُسْـلِمٌ
فِيْنَـا ؛ وَ مِنْ صِـدْقٍ لَـهُ الوَصْفَـانِ
وَ رُؤُوْسُ أَصْـحَابِ الْهَوَى مِنْهُمْ ، وَقَدْ
عُلِّمْتُـهُ بِـالعَـالِـمِ الـحَـرَّانِيْ
وَ مِنِ المَخَـانِيْثِ الَّـذِيْنَ تَسَـرْبَلُوْا
ثَـوْبَ ابْتِـدَاعٍ مُنْتِـنِ الأَعْطَـانِ
هُمْ مُسْلِمُوْنَ ، وَفَاسِـقُوْنَ ، وَحَسْبُهُمْ
أَنَّ ابْتِـدَاعًا - إِنْ تـَرَى مِيْـزَانِيْ
مَـا وَزْنُهُ غَيْـرَ الحَـدِيْثِ وَ آيَـةٍ -
أَنَّ ابْتـِدَاعًا فَـوْقَ خِـبٍّ زَانِـيْ
بَـلْ إِنَّـهُ شَـرٌّ كَـذَا مِـنْ قَتْـلَةٍ
وَ كَـذَاكَ قُلْ : مِنْ خَمْرَةِ السَّـكْرَانِ
وَ الحَـقُّ أَنَّ المُـحْـدَثَاتِ صَـغِيْرَهَا
فِيْ السُّـوْءِ سُوْءًا فَـوْقَ لِصٍّ جَانِيْ
هَلْ يَتْـرُكُ الحُكَّـامُ حَـدَّ شَـرِيْعَةٍ
لِبَرَاءةِ الجَـانِـيْ مِـنْ الكُفْـرَانِ ؟!
بَـلْ إِنَّهَـا لِيسَـتْ تُكَفِّـرُ ؛ إِنَّهَـا
لَـعُقُـوْبَةٌ لِلْمُـذْنِبِ الغَلْـطَـانِ
:: :: :: :: :: :: :: ::
حَتَّى إِذَا - وَ الـلَّـهِ - قُلْنَا مِثْلَـكُمْ
: ( لا يُغْلَظَـنْ إِلاَّ مَـعَ الكُفْـرَانِ )
قُلْتُمْ - وَ رَبِّ البِيْتِ - : (( هَذِيْ شِدَّةٌ
حَتَّى مَـعَ الـهَـادُوْا أَوْ النَّصْـرَانِيْ
أَيْـنَ المُجَـادَلَةُ اللَّطِيْـفَةُ ؟؛ إنّهـا
بِحَكِيْـمِ قَـوْلٍ دَعْـوَةُ الإِحْسَـانِ ))
فَمُـيُـوْعَـةٌ وَ تَلَيُّـنٌ وَ تَخَــاذُلٌ
وَ مُهَـادَنَـاتُ المُـحْـدِثِ الفَتَّـانِ
هِيَ دِيْنُـكُمْ وَسَـبِيْلُكُمْ ؛ فَـإِذًا إِذًا
أَنْتُمْ عَلَى ( إِرْجَـاءِ قَـوْلٍ ) ثَـانِـيْ
فَرَّطْتُّمُـوْ وَأَضَعْتُمُـوْ مِنْهَـاجَـكُمْ
وَ تَنَقُّـلٌ ، وَ تَبَــدُّلُ الأَلْـوَانِ
فِـإِذَا لَقِيـتُمْ سُـنَّـةً أَوْ أَهْـلَهَـا
فَبَيَـاضُ لَـوْنٍ ثَـوْبُكَ ( البَـرَّانِيْ )
أَمَّـا بَطَـائِنُـهُ فَعَتْـمٌ قَـاتِـمٌ
وَ إِلى الـرَّدَى فَالقَلْـبُ ذُوْ مَيَـلاَنِ
مَـا أَنْتُمُـوْ مِنَّا ، وَ لا نَحْـنُ لَكُـمْ
بَيْنِـيْ وَ بَيْنَكُمُـوْ وَغَـى المَيْـدَانِ
يَا رَبِّ يَا مَـوْلايَ إِنِّـيْ مُنْـكِـرٌ
وَ بَرِيءُ مِـنْ لاهِيْـنَ فِـيْ الأَدْيَـانِ
:: :: :: :: :: :: :: ::
لا تَسْتَـدِلَّ - أَيَا جُوَيْهِـلُ - بِالَّذِيْ
هُـوَ مُشْـبِهٌ لِلْـحَـقِّ وَالإِيْمَـانِ
ذَا مَسْـلَكٌ قَـدْ زَاغَ صَاحِبُهُ ، وَ قَدْ
ضَـلُّـوْا سَـبِيْلَ العِـلْمِ وَ البُرْهَـانِ
بَلْ أَرْجِعَـنْ مَا يُشْـكِلَنَّ إِلى الَّـتِيْ
هِـيَ مُحْكَمَـاتُ الـهَدْيِ وَالقُـرآنِ
إِذْ كُفْـرُ مَنْ كَفُـرُوا عِيَـاذًا بِالَّذِيْ
رَفَـعَ السَّـمَا سُـقُفًا بِـلاَ عُمْـدَانِ
إِذْ كُفْـرُهُمْ هُـمْ فِيْهِ أَنْـوَاعٌ ؛ فَهْلْ
تَدْرِيْ ؟ أَمْ انَّكُمُـوْا أُوْلُـوْ ( عَمَيَانِ )
مِنْهُمْ مُحَـارِبُنَـا ؛ فَـذَاكَ لِسَـيْفِنَا
وَ مُعَـاهِـدٌ ، أَوْ دَاخِـلٌ بِـأَمَـانِ
أَوْ أَهْـلُ ذِمَّتِنَـا ؛ فَـلاَ ، لاَ تَقْتُلَـنْ
إِلاَّ بِنَقْـضِ العَـهْـدِ وَ النُّكْثَـانِ
لَكِنَّـهُمْ إِذْ لَـمْ يُقَـاتَلَ حِـزْبُهُـمْ
لَيْسُـوْا كَمَـا ظَـنَّ السَّـفِيْهُ الجَانِيْ
لِيْنًـا يُعَامِلُـهُمْ ؛ وَ يَزْعُـمُ غِلْـظَةً
مَعَهُـمْ تَشَـدُّدَ حَـادِثِ الأَسْـنَانِ
إِذْ أَنَّ مَنْهَـجَنَـا إِذَا فِيْ سِـكَّـةٍ
لاَ أَبْتَـدِيْ سَـلْمًا إِذَا يَلْقَـانِـيْ
أَوْ نَتْـرُكُ السُّـبُلَ الَّتِيْ يَمْشِـيْ بِهَا
فِـيْ وَسْطِهَا ؛ بَلْ ذَاكَ ذَاكَ مَكَـانِيْ
و إِذَا مَـرَرْتَ بِقَبْـرِهِ فَاشْـهَدْ لَـهُ
بِالنِّـارِ ؛ نَـارِ الخُـلْدِ وَ الكُفْـرَانِ
لاَ تُنْكِحَـنْ إِيَّاهُ - يَخْسَأُ - أَوْ تَكُنْ
تُشْـمِتْـهُ بِـالغَفَّـارِ وَ الـرَّحْمَنِ
وَكَـذَا كَـذَا إِنْ كَانَ مِنْهُ كَـذَا كَذَا
مَا شِـدَّةٌ - بَعْـدُ - أَيَا إِخْـوَانِيْ ؟!
لَكِنَّهَـا إِنْ شِيْـتَ تَنْصَـحُهُ فُكُـنْ
هَـادِيْ الطِّبَـاعِ مُجَـادِلَ الإِحْسَـانِ
هِيَ شِـدَّةٌ ذَاتُ انْضِبَـاطٍ ، وَ الَّذِيْ
هُـوَ مُنْكِـرٌ ؛ فَلْيَبْـرُزَنْ لِطِعَـانِيْ
:: :: :: :: :: :: :: ::
وَبِـذَا يَبِـيْنُ الفَـرْقُ بَيْـنَ سَـبِيْلِنَا
وَالْمَّيَعُـوْا ، هَـرَفُـوْا مِـنَ الْهَذَيَـانِ
:: :: :: :: :: :: :: ::
142- يَا رَبِّ فَاغْفِرْ إِنْ بَدَا مِنِّيْ الزَّلَلْ
وَ اسْـتُرْ ، سَـأَلْتُ اللهَ بِالإِحْسَـانِ
. . .
و الحمد لله ربّ العالمين .
و كتب :
محمد الديسطي