اسير روما
الاداره
المشاركات : 90
 |  موضوع: اسرار جماليه في القران الكريم(21) الجمعة أبريل 19, 2013 3:00 pm | |
| قال تعالى (سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا)
وقال تعالى (ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا)
لحظوا الكلمتين (تستطع ) و (تسطع )
السؤال
نجد ان في الكلمة الثانيه حذفت منها التاء في حين زيدة في الاولى فمالعله من ذلك ؟
الجواب
كلمة تستطيع يقال في الامر الصعب الشاق في حين كلمة تسطع يقال في المعنى السهل الهين او الاقل صعوبه ومشقه
وان تأملنا معا ورود الكلمات في الايات مقارنة مع مقتضى الحال الذي وردت فيه لوجدنا :
عندما شق على موسى مايجده من امور عند الخضر عليه السلام ولم يملك السكوت
عنها لعظمها وقلت صبره عليها قال له الخضر بعد ان قرر مفارقته
(سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا)
أي ما كان صعبا عليك وشاق
لكنه بعد ان وضح له الحكمه من كل ماجرى من احداث واصبح معها الحال بين واضح
عند موسى عليه السلام وزال العجب والمشقه من الاحتمال قال له
(ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا)
فتناسبة كلمة تستطع مع حال موسى في بادئ الامر اذ كان في مشقه من فهم
مايحدث وتناسبة كلمة تسطع مع حال موسى بعد ان اتضح له الامر وزالت عنه
المشقه
فقابل الأثقل بالأثقل والأخف بالأخف وانظروا لها من حيث النطق(تستطع ) فيها
نوع من الشده والثقل و (تسطع ) فيها نوع من السهوله والانطلاق
وهناك سبب اخر ايضا في الحكمه من حذف التاء في كلمة وابقاءها في الكلمة الاخرى :
لأن المقام في الآية الأولى مقام شرح وإيضاح وتبيين فلم يحذف من الفعل أما
في الآية الثانية فهي في مقام مفارقة ولم يتكلم بعدها الخضر بكلمة وفارق
موسى عليه السلام فاقتضى الحذف من الفعل.
ويرى المفسرون ان لهاتين الاياتين دليلين مما يستفاد به من قصة موسى عليه السلام
(سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا)
كلّ هذا كان دليلا على أنّ موسى سوف يستصعب الأمر ولن يتحمّله.
وبعد أن شرح له - أنبأه بتأويل - مالم يستطع عليه صبرا، قال له:
(ذلك تأويل مالم تسطع عليه صبرا )
أي أنّ الأمر لم يكن بهذه الصعوبة لمن أراد أن يصبر أو لمن عنده إرادة الصبر
وهذه قمة في البلاغة اللغوية تشير إلى أنّ موسى استصعب أمرا لم يكن صعبا
وإنّما كان يحتاج للصبر( مَا لَمْ تَسْطِعْ ) وفي الأول قال: { مَا لَمْ
تَستْطِعْ }
وفي سورة الكهف ايضا اية اخرى مشابهه تحمل سر جمالي مشابه وهي في قوله تعالى
( فما اسطاعوا أن يظهروه )
( وما استطاعوا له نقبا )
ايضا تأملوا اخواني الكرام الكلمتين الواردتين في الايتين (اسطاعوا ) و (استطاعوا)
نجد ان التاء ايضا حذفت من الكلمة الثانيه وذلك للعلة ذاتها
ولكن لبد لنا من ان نوجز بعض التوضيح بخصوص هذه الايه حتى تتضح الصوره ويسهل الفهم
الايه يعنى بها قوم يأجوج ومأجوج وحالهم مع الردم الذي بناه عليهم ذو
القرنين من زبر الحديد والنحاس المذاب ولكم ان تتخيلوا اخواني شدة هذا
الردم وقوته وصلابته ومتانته وعلوه وقيل انه املس
الفعل "اسطاعوا" جاء مع قوله " يظهروه" اي يصعدوا عليه
وفعل "استطاعو ا" جاء مع قوله " نقبا " اي تقبه
وذلك لان صعود الردم وان كان شاق صعبا الا انه أيسربكثير من إحداث نقب فيه
فاستعمل الكلمة التي هو أقل حرفاً مع الفعل الأيسروالأسهل.(اسطاعوا )
أما (استطاعوا) فجاءت مع الفعل الأصعب وهو إحداث النقب في الردم
وزيادة المبنى تدل على زيادة المعنى لذا ، فزيادة التاء في فعل استطاع تفيد زيادة المعنى.
وكذلك فإن الصعود على الردم يتطلّب زمناً أقصر من إحداث النقب فيه فحذف من الفعل وقصّر منه
ليجانس النطق الزمني الذي يتطلبه كل حدث .
هل بعد هذا كله ممكن ان يقال ان في كتابنا العزيز خطاء اوغلط ؟
وهل بعد هذا كله ممكن ان يقال عن كتابنا العزيز بأنه ليس بمعجز؟
وهل بعد هذا كله ممكن ان يقال عن كتابنا العزيز انه من كلام البشر؟
سبحانك ربي مااعظمك
(قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً)
السؤال
لماذا قال ( سأنبك ) ولم يقل ( سوف انبئك )
الجواب
{ سَأُنَبِّئُكَ } أي سأخبرك عن قُربٍ قبل المفارقة { بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ
تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً }،أي بأخبارك مالم تستطع ان تصبر عليه من
الامور الحادثه الان وعلى الفور ولذلك كانت السين هي الانسب في الموضوع لأن
السين تدل على القرب ومع القرب التحقق بخلاف سوف التي تعني التأخير او
ارجاء الامر الى بعد حين
| |
|
