محمد الديسطي عضو نشيط
المشاركات : 243
| موضوع: قصيدة البردة للبوصيري وتلبيسات المتصوفة وأذنابهم الإثنين يونيو 24, 2013 11:22 am | |
| بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم لا يخفى على كُلِّ طالبٍ للحقّ، متجردٍ عن الهوى والتعصب، ما تضمَّنَتهُ قصيدة البُردة للبوصيري مِن مخالفات شرعية وعقَدية، ومع ذلك، نرى من يُشيد بها، بل ويُقدِمُ على شرحها، مؤوِّلاً في ذلك الألفاظ الصريحة الواضحة، إلى ما قصَدهُ الشَّاعر وما عناه (زعموا)، وما علِموا أنَّ دلالة السِّياق وقرينة الحال أكبرُ شاهدٍ وأوضحُ دليلٍ على قصد هذا البوصيري.وهذا التَّصرُّف منهم راجعٌ لأمور منها:1-الجهل باللُّغةِ العربية ومضامينِها، وما تدلُّ عليه الألفاظُ والتَّراكيبُ اللُّغوية.2-التلبيس على عوام المسلمين ونشر البدع والشِّركيات بينهم. 3- [font] إحسان الظَّنِّ بالشَّاعر، وحملُ كلامه على خير مَحْمل، لأنَّ أحدًا لم يُقِم عليه الحُجَّة (فيما عُلِم) - وقد تقرَّر شرعًا وطبعًا أنَّه إذا وُجِدت أمارةٌ صحيحةٌ وسببٌ ظاهر يدُلُّ على تلبُّس المتَّهَم، فلا يُظنُّ به إلَّا ذاك. [/font] ((انظر: تفسير القرطبي (16 -331).))ثُمَّ إنَّ القصدَ مِن وراء هذه التوضيحات، ليس مجرد الرد على البوصيري، أو الإشتغال بتحليل قصيدته على سبيل النقد الأدبي - مثلا -، فوقتُ المسلمِ أغلى مِن أنْ يضيع في الكلام حول هذه الخُزعبلات التي حُشِيت بها القصيدة، وإنَّما بسبب ما وصلت إليه القصيدة من شهرة فائقة، على ما فيها من إقرار للبدع والشركيات، فاغترَّ بها كثيٌر من المسلمين، وصاروا ينشدونها في المحافل والجحافل، ويَصخبون بها في مجامِعهم!!!ومِمَّا يستدِلُّ به هؤلاء (المولَعون)، - من المتصوفة ومَن يستنهج سبيلهم - على باطلهم، روايةُ بعض أهل العلم والفضل لها، وحفظهم إيَّاها، كالحافظ العراقي، وابن الملقن وابن حجر، والسخاوي، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري، والسُّيوطي... وغيرهم!!!وهذه النِّسبةُ في بعضها كذبٌ وزور، وما كان مِنها صحيحًا فلا يعني بالضَّرورة تزكيةً للقصيدة أو مدحًا لها، ولا يُقال: إنَّ هؤلاء الأجِلَّاء روَوا القصيدة ولم يفهموا منها غُلُوًّا، لأنَّه لا يلزم من السُّكوت عن الشيء إقرارُه، ولو فرَضنا جدلاً –على سبيلِ التَّنزُّل- أنَّ هؤلاء الأئمَّة قد فهموا من القصيدة مدحًا نبويًّا لا محذور فيه، فإنَّ الحقَّ أحقُّ أن يُتَّبع، ومعلومٌ أنَّ الرجال يُعرفون بالحقِّ ولا يُعرَفُ الحقُّ بالرجال، فكيف وأنَّ ذلك لم يثبت أصلا، ولكن ما عساك تقول لمن أعماه التعصب واتباع الهوى فصُدَّ عن السبيل. وإن تعجب فعجب قولهم، كيف وقد ملؤوا حواشيهم ب: الشاعر يقصد...، والشاعر لا يقصد...، وكأنَّ القصيدةَ أُلغِزت فلا يُجَلِّيها غيرهم.وإليكم بعض الأمثلة على ما وقع فيه هؤلاء الشُّرَّاح، من الغَلَطِ الصُّرَاح: المثال الأول: قال البوصيري:وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورةُ من *** لولاه لم تُخرَجِ الدُّنيا من العدمقلت: في هذا البيت علَّلَ الشاعرُ وجودَ الدُّنيا بوجود النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهذا مُخالِفٌ لصريح القرآن الكريم، قال تعالى: (وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون). وعامَّةُ من شرحَ البُردة استدلَّ لهذا البيت بحديثٍ موضوعٍ نصُّه: "لَمَّا اقترف آدم الخطيئة، قال: يا رب أسألك بحق محمد لم غفرت لي، فقال الله: يا آدم و كيف عرفت محمدا و لم أخلقه ؟ قال: يا رب لما خلقتني بيدك، و نفخت فِيَّ من روحك، رفعت رأسي، فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك، فقال الله: صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي، ادعني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك ". قال الشيخ الألباني رحمه الله بعد أن ضعَّف الحديث وحكَمَ عليه بالوضع:
((الموضع الثاني : قوله في آخره : (ولولا محمد ما خلقتك) فإن هذا أمر عظيم يتعلق بالعقائد التي لا تثبت إلا بنص متواتر اتفاقا أو صحيح عند آخرين ولو كان ذلك صحيحا لورد في الكتاب أو السنة الصحيحة وافتراض صحته في الوقع مع ضياع النص الذي تقوم به الحجة ينافي قوله تبارك وتعالى : ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) والذكر هنا يشمل الشريعة كلها قرآنا وسنة كما قرره ابن حزم في (الإحكام) وأيضا فإن الله تبارك وتعالى قد أخبرنا عن الحكمة التي من أجلها خلق آدم وذريته فقال عز وجل : ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)) فكل ما خالف هذه الحكمة أو زاد عليها لا يقبل إلا بنص صحيح عن المعصوم صلى الله عليه وسلم كمخالفة هذا الحديث الباطل . ومثله ما اشتهر على ألسنة الناس : (لولاك لولاك ما خلقت الأفلاك) فإنه موضوع كما قال الصنعاني ووافقه الشوكاني في (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة). ومن الطرائف أن المتنبي ميرزا غلام أحمد القادياني سرق هذا الحديث الموضوع فادعى أن الله خاطبه بقوله : (لولاك لما خلقت الأفلاك) وهذا شيء يعترف به أتباعه القاديانون هنا في دمشق وغيرها . لوروده في كتاب متنبئهم (حقيقة الوحي).)) [التوسل ص (116)] يتبع.... | |
|
محمد الديسطي عضو نشيط
المشاركات : 243
| موضوع: رد: قصيدة البردة للبوصيري وتلبيسات المتصوفة وأذنابهم الإثنين يونيو 24, 2013 11:23 am | |
| المثال الثاني: قال البوصيري: دع ما ادَّعته النصارى في نبيهم *** واحكُم بما شئت مدحًا فيه واحتكمِ وهذا البيتُ قد بيَّن أهل العلم ما فيه من ضلال وغُلوّ،يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب –رحمهم الله-((ومن المعلوم أن أنواع الغلو كثيرة ، والشرك بحر لا ساحل له ، ولا ينحصر في قول النصارى ؛ لأن الأمم أشركوا قبلهم بعبادة الأوثان وأهل الجاهلية كذلك ، وليس فيهم من قال في إلهه ما قالت النصارى في المسيح غالباً: إنه الله ، أو ابن الله ، أو ثالث ثلاثة ، بل كلهم معترفون أن آلهتهم ملك لله ، لكن عبدوها معه لاعتقادهم أنها تشفع لهم أو تنفعهم فيحتج الجهلة المفتونون بهذه الأبيات على أن قوله في منظومته: دع ما ادعته النصارى في نبيهم مَخْلَصٌ من الغلو بهذا البيت، وهو قد فتح ببيته هذا باب الغلو والشرك لاعتقاده بجهله أن الغلو مقصور على هذه الأقوال الثلاثة)). الدرر السنية (9-81) أمَّا الذين شرحوا البردة فقد زعموا أنَّ في هذا البيت إشارة إلى قوله صلى الله عليه وسلَّم: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله))، قال الباجوري في تعليقه على البردة: (هذا البيت احتراسٌ عمَّا يوهمه قولُه: (مُنزَّه عن شريكٍ في محاسِنِه)، وفيه إشارةٌ إلى قوله صلى الله عليه وسلم (لا تُطروني...) الحديث.(شرح البردة ص 49) وهذا زعمٌ خاطئ يدُلُّ على قُصورٍ في الفهمٍ، وبلادةٍ في العقل، وكأنَّ الإطراء المنهي عنه في هذا الحديث هو المشابِهُ لإطراء النصارى فقط، وما سوى ذلك فلا حرج، وهذا مردودٌ عليهِم بقوله صلى الله عليه وسلَّم في الحديث (فإنَّما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)، حيث ذكر المنهي عنه ثُمَّ ذكر البديل، فدلَّ على أنَّ المنهي عنه هو المبالغة في الإطراء لا نفسُ إطراء النصارى. قال ابن حجر رحمه الله في شرحه على حديث (إنَّ من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنَّها مثل المسلم....): ((وفيه إشارة إلى أنَّ تشبيه الشيء بالشيء لا يلزم أن يكون نظيرَه من جميع وجوهه، فإنَّ المؤمن لا يماثِلُه شيء من الجمادات ولا يعادله..)) فتح الباري (ج1 ص606، ط-المعرفة، حديث رقم:61)) يتبع.... | |
|
محمد الديسطي عضو نشيط
المشاركات : 243
| موضوع: رد: قصيدة البردة للبوصيري وتلبيسات المتصوفة وأذنابهم الإثنين يونيو 24, 2013 11:23 am | |
| المثال الثالث:قال البوصيري: أقسمتُ بالقمر المُنشقِّ إنَّ له *** من قلبِه نِسبةً مبرورةَ القسَمِ في هذا البيتِ يُقسمُ الشَّاعِرُ بالقمر، وقد ثبتَ النَّهي عن الحلف بغير الله عز وجل، بل إنَّ ذلك من الشِّرك به سبحانه، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من حلَفَ بغير الله فقد أشرك) رواه أحمد وأبو داود والترمذي بسند صحيح. وإذا رجعتَ إلى شروح البردة تجدهم ذكروا - أنَّ الشاعر قد قَصَد(أقسمتُ بربِّ القمر)، ولم يقصد الحِلف بالقمر ذاتِه، لأن عادة العرب جرت على حذف ما عُلم عند المخاطَب، وهو مِن الإيجاز الذي يزيد الكلام قُوَّة - وهذا مردود من وجوه: أمَّا قولهم: "إنَّ من أساليبِ العرب في الكلام حذفَ المعلوم، كقوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) أي القرآن وقولِه: (حتى توارت بالحجاب) أي الشَّمس، وأنَّ الشَّاعِرُ حَذف (ربّ) لضرورةِ الشِّعر"، فهذا تعليلٌ عليل، لأنَّ هذا الحذف الجائزَ لُغةً، أدَّى إلى فعلٍ محظورٍ شرعًا، ومعلومٌ أنَّه إذا تعارض نصَّان شرعيان أحدهما حاظرٌ والآخر مُبيحٌ قُدِّم الحاظر على المبيح، والمُبيح هنا لا يتعدَّى كونَه قاعدةً لغوية، فنُخضعُ القاعدةَ اللُّغوية للنَّص الشرعي (من حلف بغير الله فقد أشرك). ومن جِهةٍ أُخرى، فإنَّ الحذف في اللغة يُشترطُ فيه أن يترك المعنى واضحًا، بحيثُ لا يُبقيه مُبهمًا يحتمِلُ أكثر من معنى، قال ابن مالك في الألفية:
وَحَذفَ مَا مِنهُ تَعَجَّبتَ استَبِحْ *** إن كانَ عِندَ الحَذفِ مَعنَاهُ يَضِحْ. (بيت رقم 476). ولو سلَّمنا أنَّ قول البوصيري: (أقسمتُ بالقمر) فيه حذف، لصار اللَّفظُ على ظاهره يحتمِلُ معنيين: القمرُ نفسه، وربُّ القمر، وهذا مُخالِفٌ لشرط وضوح المعنى، فلا حذفَ إذن. وأخرج أحمد ( 2 / 69 ) و البيهقي ( 10 / 29 ) عن أبي محمد الكندي قال : ((جاء ابنَ عمر رجلٌ فقال: أحلف بالكعبة ؟ قال : لا و لكن احلف برب الكعبة ، فإن عمر كان يحلف بأبيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تحلف بأبيك ، فإنه من حلف بغير الله فقد أشرك )). (الصحيحة رقم: 1166). ففي هذا الحديث نهى أفصحُ العرب وأبلغُهم صلى الله عليه وسلم عمرَ رضي الله عنه عن الحلف بأبيه، وما قال له: هل قصدتَ "ربّ أبيك"، مع أنَّهم كانوا أعرف باللغة وأعلم.. وأمَّا التعليلُ باضطرار الشَّاعرِ للوزن، فيُجابُ عليه بأنَّ الشَّاعر له ضروراتٌ شِعرية، وليس له ضروراتٌ شَرعيَّة في شِعره، فلا يجوز له الحلف بغير الله لضرورة الشعر. يتبع بإذن الله... | |
|
محمد الديسطي عضو نشيط
المشاركات : 243
| موضوع: رد: قصيدة البردة للبوصيري وتلبيسات المتصوفة وأذنابهم الإثنين يونيو 24, 2013 11:23 am | |
| المثال الرابع:
قال البوصيري: ظنُّوا الحمامَ وظنُّوا العَنكبوتَ على *** خيرِ البرِيَّةِ لم تنسُج ولم تحُمِ في هذا البيت يُخبِر الشَّاعر عن كُفَّار قريش أنَّهُم لمَّا رأوا العنكبوت والحمام على باب غار ثور، ظنُّوا أنْ لا أحدَ بداخِلِه...، وهذا المعنى مأخوذٌ من حديثٍ اشتَهرَ كثيرًا عند العوام، ورُوِي بألفاظ مِنها: 1-عن أبي مصعب المكي قال : أدركت زيد بن أرقم و المغيرة بن شعبة و أنس بن مالك يذكرون أن "ليلة الغار أمر الله عز وجل شجرة فخرجت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم تستره و إن الله عز وجل بعث العنكبوت فنسجت ما بينهما فسترت وجه النبي صلى الله عليه وسلم، و أمر الله حمامتين وحشيتين فأقبلتا تدفان (و في نسخة: ترفان ) حتى وقعا بين العنكبوت و بين الشجرة..."وهذا الحديث ضعيف, فيه عون بن عمير, قال فيه البخاري: منكر الحديث مجهول, وفيه أبو مصعب وهو مجهول. (وانظر "السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (3/259 )). 2-(" انطلق النبي صلى الله عليه وسلم و أبو بكر إلى الغار، فدخلا فيه، فجاءت العنكبوت، فنسجت على باب الغار، و جاءت قريش يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم، و كانوا إذا روأوا على باب الغار نسج العنكبوت، قالوا : لم يدخله أحد....) قال الألباني في "السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/261 ):ضعيف. 3-(" جزى الله عز وجل العنكبوت عنا خيرا، فإنها نسجت علي و عليك يا أبا بكر في الغار، حتى لم يرنا المشركون و لم يصلوا إلينا "). قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/338 ) : ((منكر)). وعليه فلا تثبتُ هذه القصَّة المُنكرة. [color][font] المِثال الخامس:
[/font][/color] قال: ما ضامني الدهرُ يومًا واستجَرتُ به *** إلا ونِلتُ جِوارًا مِنه لم يُضَمِ ولا التمَستُ غِنى الدَّارين مِن يدِهِ ***إلا استَلَمتُ النَّدى مِن خيرِ مُستَلَمِ ومعنى البيتين الذي قصدَه الشَّاعر وأقرَّ به شُرَّاح البُردة (إذ ليس لهم مِن تأويلِه على ظاهره مهرب)، أنَّه ما ظلَمه الدَّهرُ يومًا إلا وأُعطِي حِمًى وحِفظًا مِن الرسول صلى الله عليه وسلَّم، وهذا لا شكَّ افتراءٌ وكذِبٌ يتضمَّنُ شِركًا بالله عزَّ وجلَّ، فهُو النَّافع الضَّار الحافِظُ لا شريك له. وفي البيتِ الثَّاني يؤكِّد البوصيري هذا المعنى ويُفصحُه ويُعَمِّمُه، فيقول: ما طلبتُ منهُ صلى الله عليه وسلَّم شيئا إلَّا وأُعطيتُه!!فمَن يُصدِّقُ هذا الكذِبَ الأزرق؟!!، وهل يقولُ بهذا القولِ إلا غُلاةُ الصُّوفيَّة والمتمسِّحون بالقبور؟؟!!. قال المحلِّي في شرحه لهذا البيت: (فإنَّه صلى الله عليه وسلَّم لا يرُدُّ سائلَه وبِيَدِه خير الدنيا والآخِرة، وفي الصّحيحين عن جابر قال: ما سُئل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئا قطُّ فقال لا). قلتُ: الاستدلالُ بمثلِ هذا الحديث على جواز سؤالِه صلى الله عليه وسلم غيرُ صحيح، والرَّدُّ عليه مِن وجهين: 1-قولُه في الحديث (ما سُئِلَ)، فعبَّر بصيغةِ الماضي الدَّالَّة على وقوع الفِعل في زمن مضى وانقضى، وهو مُدَّة حياتِه صلى الله عليه وسلَّم. [color][font] 2-أنَّ المقصودَ مِن هذا الحديثِ بيانُ سخائِه وَجُودِه صلى الله عليه وسلَّم، وإلا فإنَّ ذلك مَخصوصٌ بِما إذا كان الإعطاءُ سائِغًا، كما جاء في الآيةِ قوله تعالى: ( قُلتَ لا أجِدُ ما أحمِلُكم عليه..)، قال الحافظ في الفتح (ج 7 ص169 – ط: المعرفة): (وليس المُرادُ أنَّه يعطي ما يُطلَبُ مِنه جزمًا، بل المُرادُ أنَّه لا ينطِقُ بالردِّ، بل إن كان عِنده أعطاه إن كان الإعطاءُ سائغا وإلا سكت). [/font][/color] | |
|