الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قال الإمام ابن ماجه في سننه:1412 _ حدثنا هشام بن عمار حدثنا حاتم بن إسماعيل وعيسى بن يونس قالا:حدثنا محمد بن أسماعيل الكرماني قال سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يقول:قال سهل بن حنيف :قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم_ :"من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه كان له كأجر عمرة". صححه العلامة الألباني.
لمزيد فائدة ينظر الثمر المستطاب للعلامة الألباني ص 570 .
فائدة:
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 3/69:
ومن فضائل مسجد قباء ما رواه عمر بن شبة في أخبار المدينة بإسناد صحيح عن سعد بن أبي وقاص قال" لأن أصلي في مسجد قباء ركعتين أحب إلى من أن أتي بيت المقدس مرتين لو يعلمون ما في قباء لضربوا إليه أكباد الإبل"
قال الشيخ الأثيوبي في ذخيرة العقبى 8/568:
مثل هذا له حكم الرفع ، إذ لا يقال من قبل الرأي..
فائدة:
قال الشيخ عطية سالم
ـ رحمه الله ـ في تتمة "أضواء البيان ج8/556 ـ 557 :
وهنا سؤال يفرض نفسه لماذا كان مسجد قباء دون غيره ولماذا اشترط التطهر في بيته لا من عند المسجد ولقد تطلبت ذلك طويلا فلم أقف على قول فيه ثم بدا لي من واقع تاريخه وارتباطه بواقع المسلمين والمسجد الحرام أن مسجد قباء له ارتباطات عديدة بالمسجد الحرام.
أولا: من حيث الزمن فهو أسبق من مسجد المدينة.
ومن حيث الأولية النسبية فالمسجد الحرام أول بيت وضع للناس.
ومسجد قباء أول مسجد بناه المسلمون.
والمسجد الحرام بناه الخليل.
ومسجد قباء بناه خاتم المرسلين.
والمسجد الحرام كان مكانه باختيار من الله وشبيه به مكان مسجد قباء.
ومن حيث الموضوعية فالمسجد الحرام مأمنا وموئلا للعاكف والباد.
ومسجد قباء مأمنا ومسكنا وموئلا للمهاجرين الأولين ولأهل قباء
،فكان للصلاة فيه شدة ارتباط بالمسجد الحرام تجعل المتطهر في بيته والقاصد إليه للصلاة فيه كأجر عمرة ،ولو قيل إن اشتراط التطهير في بيته لا عند المسجد شدة عناية به أولا وتمحيص القصد إليه ثانيا وتشبيها أو قريبا بالفعل من اشتراط الإحرام للعمرة من الحل لا من عند البيت في العمرة الحقيقة لما كان بعيدا فالتطهر من بيته والذهاب إلى قباء للصلاة فيه كالإحرام من الحل والدخول في الحرم للطواف والسعي ،كما فيه تعويض المهاجرين عما فاتهم من جوار البيت الحرام قبل الفتح والله تعالى أعلم ..
شبكه بوينت
