بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدة :
كثر العدى وجميعهم أهل هوى ومثلبة
كثر العدى وتفاوتوا في المرتبَهْ *** وجميعهم أهل الهوى والمثلبَهْ
كالوا الطعون بشخصنا في المغيبه *** حسدوا فمالوا للهوى ذي المكذبه
فإذا بدت أطيافنا فروا كما *** فرت خفافيش الظلام مذبذبه
من شر خلق الله فيما قد بدى *** إذ شرهم بلغ الدنا والمرتبه
ما كنت أجبن يوم أن لاقيتهم *** فالجبن يمقتني وظلي أرهبه
إذ كيف أجبن من قطيع مزقت *** أسيافنا أوصالها المتشعبه
يا ويحهم يوم اللقاء تفرقوا *** تركوا الديار ويمموا بالمهربه
تركوا العذارى والنفيس مبعثرا *** فروا كحمر من قساور مرعبه
أشفقت أن أستأصلن أوتادهم *** من بعد أن أبقيتهم كالملعبه
فجميعهم هلكى وبعضٌ مثخن *** بجراحه يرجو المنية مسربه
فحمدت ربي أن أصبت مقاتلا *** منهم وكرت خيلنا متغلبه
زعم الشمقمق أن سيذبح فجلة *** أبشر بطول سلامة يا أرنبه
وختام ذا التقريع تبيين لما *** أردى الجهول بخطة المتأدبه
ذاك الجهول رقى بطيشه هوة *** فتقطعت أوداجه والمسغبه
وتمزعت أوصاله وتهرأت *** وتآكلت أنيابه المتكلبه
لا تنزلن يا ذا الحماقة موضعا *** قبل الدراية؛ أن تميد المركبه
اسأل ذوي الخبرات عن أفنانهم *** فإلهنا أوصى بذا؛ بل أوجبه
من خالف الوحي الذي شرع العلي *** فهو الظلوم لنفسه المتسيبه
ويح الذي ترك الكتاب وسنة *** وفهوم صحب رسولنا المستعذبه
متحولا لظنونه فغدى لها *** عبدا ذليلا؛ فالهوى ما أكذبه
إن الأديب إذا تقول قولة *** فاعلم بأن كلامه قد أوعبه
ليس الأديب هو الذي خط الخطو *** ط وإنما هو شعلة متلهبه
إن الفصاحة صنعة المتأدب *** فهجاؤه ومديحه قد أعربه
ليس السباب مباشرا ومجردا *** من وضعه قد نصه بالمسطبه
بل ذاك فهم حويقر جهل النقو *** ل فأصبحت أفهامه متقلبه
إذ كيف يعقل أن يكون مؤدبا *** مع جهله بالمفردات المنعبه
فخلاق أي مؤدب غير الذي *** ظن الرعاء؛ ودفعهم قد أتعبه
كلا بل الأدب الرفيع له رجا *** ل قد رأيت كثيرهم في المتربه
لا ينبغي لي الشعر في هذي الربى *** قبارة للعالمين مكربه
مثل الفتات على الموائد قومها *** يقتات من زهم وسؤرٌ مشربَهْ
أفضى الذين بقربهم شعري انتضى *** فبقيت في من جلهم كأجيربه
فجوانحي هاجت لذكر خصالهم *** فذكرت قول سليلنا وتأدبه
ذهب الذين يعاش في أكنافهم *** فبقيت في خلف خسيس المنقبه
فاليوم شعر ليس بعده نُبسة *** لمزيف جعل الصلاقة مذهبه
فاليوم شعري قد أراد تسلقا *** وتعاظما من شر طيش أغضبه
فأنا أواري الشعر مني حيلة *** خوف التجني إذ هواه تغلبه
يا شعر هون إنما هم سوقة *** وعقولهم دون الحضيض مشعبه
نزه أيا شعرا كريما منطقا *** عن شلة ليست تساوي شوشبه
اسكن فداك أبي وأمي إنما *** صعقوا لذكركمُ فتكفي مرعبه
فالقوم قد لجوا بأمر وارعووا *** والضرب في القتلى اعتداء ينتبه
فاعلم بأن بيوتنا ممتونة *** مسبوكة الأوتاد ليست سبسبه
و قصيدنا في قوة صم العدى *** فبقوا كأعجاز النخيل مخوبه
لكنما مقت الإله لذا الخلا *** ق أبى لنا بطش التجبر مسيبه
لولا مخافة مسكم بتجبر *** لجعلت كل ذكوركم متجلببه
آه لذي زمن رأيت رجاله *** في قلة وأخسةٌ متوثبه
فالصبر يا ابن الأكرمين كما ترى *** فرج لما تلقى فخضها تجربه
ليس التكثر بالقصيد هوايتي *** كلا ولا هو مهنتي المتحببه
لو كنت أنشد في الفحولة سؤددا *** لسعيت في شعر يحوز المرتبه
ولقد تبعت الشافعي إمامنا *** في فهمه نهي الإله وموجبه
فلذا أتت خمسين بيتا شامخا *** ذلت لربي ليس فيها مكذبه
وكتب : محمد الديسطي