بسم الله الرحمن الرحيم :
الباء في ( بسم الله الرحمن الرحيم ) .
** الباء قيل جاءت للاستعانة و قيل للمصاحبة ، ممن قال أنها للمصاحبة الزمخشري قال ذلك في الكشاف ، و الزمخشري معتزلي من المعتزلة و كان فخورا بالنسبة إليهم حريصا على إثبات تلك النسبة إليه ، فكان إذا طرق الباب قيل من : قال جار الله المعتزلي .
كتابه الكشاف فيه اعتزاليات كثيرة قد لا يستطيع معرفتها كل إنسان حتى قال ابن البلقيني : أخرجت من الكشاف اعتزاليات بالمناقيش ، و هذا يدل على أنها خفية ، و الرجل لبلاغته و تمكنه من اللغة و الإحاطة بأسرارها في الجملة كان يستطيع يدس ما يدس من غير أن يفطن إليه إلا اللبيب الحاذق .
و الزمخشري رجحها للمصاحبة لعلة لكي ينصر مذهبه مع أن الظاهر( بسم ) جاءت للاستعانة .
و كذلك أنه رجحها للمصاحبة لأن المعتزلة يرون أن الإنسان مستقل بعمله و بالتالي لا يحتاج للاستعانة .
*** لكن لا شك أن المراد بالباء جاءت للاستعانة التي تصاحب كل الفعل من أوله إلى أخره .
*** و قد تفيد معنى أخر و هو التبرك إذا لم نحمل التبرك على الاستعانة .
- و نقول كل شيء يستعان به يتبرك به ، لكن لا شك أن الباء تفيد البركة العظيمة .
من شرح الاصول الثلاثة لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله .
نسأل الله أن يجعلنا مفاتيح خير مغاليق شر في هذا المنتدى الطيب .