من زاد المعاد تحقيق الارناؤوط العناوين الجانبية من تحقيق الارناؤوط
باختصار من
فصل
في قدوم وفد عبد القيس
"في الصحيحين" :
(ج3/ص530)
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأشج عبد القيس " إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة " .
(ص3/531ج)
مدح الحلم و الاناة / وفيها : مدح صفتي الحلم والأناة ، وأن الله يحبهما ، وضدهما الطيش والعجلة ، وهما خلقان مذمومان مفسدان للأخلاق والأعمال .
قد يحصل الخلق بالتخلق / وفيه دليل على أن الله يحب من عبده ما جبله عليه من خصال الخير ، كالذكاء ، والشجاعة ، والحلم .
الله خالق أفعال العباد و أخلاقهم / وفيه دليل على أن الخلق قد يحصل بالتخلق والتكلف ، لقوله في هذا الحديث : "خلقين تخلقت بهما ، أو جبلني الله عليهما ؟ " فقال : "بل جبلت عليهما"(1)
وفيه دليل على أنه سبحانه خالق أفعال العباد وأخلاقهم ، كما هو خالق ذواتهم وصفاتهم ، فالعبد كله مخلوق ذاته وصفاته وأفعاله ، ومن أخرج أفعاله عن خلق الله ، فقد جعل فيه خالقا مع الله ، ولهذا شبه السلف القدرية النفاة بالمجوس ، وقالوا : هم مجوس هذه الأمة ، صح ذلك عن ابن عباس .
أثبات الجبل لله و الفرق بينه و بين الجبر / وفيه إثبات الجبل لا الجبر لله تعالى ، وأنه يجبل عبده على ما يريد ، كما جبل الأشج على الحلم والأناة ، وهما فعلان ناشئان عن خلقين في النفس ، فهو سبحانه الذي جبل العبد على أخلاقه وأفعاله ، ولهذا قال الأوزاعي ، وغيره من أئمة السلف : نقول : إن الله جبل العباد على أعمالهم ، ولا نقول : جبرهم عليها . وهذا من كمال علم الأئمة ، ودقيق نظرهم ، فإن الجبر أن يحمل العبد على خلاف مراده ، كجبر البكر الصغيرة على النكاح ، وجبر الحاكم من عليه الحق على أدائه ، والله سبحانه أقدر من أن يجبر عبده بهذا المعنى ، ولكنه يجبله على أن يفعل ما يشاء الرب بإرادة عبده واختياره ومشيئته ، فهذا لون والجبر لون .
_____________________________
(1) – اخرج هذه الزيادة أحمد 4/ 206،205، و البخاري في "الأدب المفرد"(584)عن الأشج ، و سندها صحيح .