اسير روما
الاداره
المشاركات : 90
 |  موضوع: اسرار جماليه في القران الكريم(10) الجمعة أبريل 19, 2013 2:44 pm | |
| ـ قال الله تبارك وتعالى : ]يَا أَيُّهَا
النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم
مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ
مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي
الأرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً
ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْوَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن
يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ
شَيْئًا وَتَرَى الأرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء
اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج[ .
¤ـ وقال سبحانه وتعالى (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر . لا تسجدوا
للشمس ولا للقمر , واسجدوا لله الذي خلقهن , إن كنتم إياه تعبدون . فإن
استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار , وهم لا يسأمون . ومن
آياته أنك ترى الأرض خاشعة , فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إِنَّ
الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ[ ( ) .
عبر القرآن عن الأرض قبل نزول المطر . وقبل تفتحها بالنبات , مرة
بأنها(هامدة), ومرة بأنها(خاشعة). وقد يفهم البعض أن هذا مجرد تنويع في
التعبير الا ان ذلك غير صحيح !
فلماذا قال تعالى في الايه الاولى ( هامده ) وفي الايه الثانيه (خاشعه ) ؟
الجواب
الهامدة هي الأرض الميتة بالكامل فرب العالمين أحياها
قال في لسان العرب : الهامِدةُ: الأَرضُ المُسْتَنّة، وهُمُودُها: أَن لا يكون فيها حياةٌ ولا نَبْت ولا عُود ولم يصبها مطر
أما الخاشعة هي الارض الغير ميتة بل معبأة ببذور ومهيأة بالكامل لكنها ارض يابسه متهشمة
قال في لسان العرب : والخاشِعُ من الأَرض: الذي تُثِيره الرّياح لسُهولته فتمحو آثارَه.
وقال الزجاج: الخاشِعة المتَغَبّرة المُتَهَشِّمة، وأَراد المُتهشِّمةَ النبات.
ومن هذا كله نفهم ان الارض الخاشعه هي الارض المهيئه بالنباتات لكن نباتاتها صفراء مهشمه تفتقر الى الحياة
اما لماذا قال في الاولى هامده وفي الثانيه خاشعه اليكم التوضيح
تأملوا معي في الايه الاولى ]يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ
مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ
ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ
مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأرْحَامِ مَا نَشَاء
إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا
أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى
أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى
الأرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَاعَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ
وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج )
كان الله عز وجل يذكر استنكار الكافرين قدرة الله على اعادة الحياة بعد
الموت ويعطيهم الدليل على ذلك الذي لا مراء فيه ، فإن الله تعالى خلق
الإنسان من تراب ، ثم من نطفة ماء ، ثم من علقة وهي قطرة الدم ، ثم من مضغة
مخلقة وغير مخلقة وضرب لهم مثالا في اخر السياق وهو قدرته على احياء الارض
الهامده وهي الاقرب للتشبيه فهو بذلك يقول عز وعلا ان الذي قادر على احياء
الارض التي لا حياة فيها قادر على احيائكم واعادت خلقكم بعد الموت فالجو
في السياق الأول جو بعث وإحياء وإخراج ; فكان وصف الارض بالهامده هوالاولى
مما يتسق معه التصوير
في الايه الثانيه (ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر . لا تسجدوا
للشمس ولا للقمر , واسجدوا لله الذي خلقهن , إن كنتم إياه تعبدون . فإن
استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار , وهم لا يسأمون . ومن
آياته أنك ترى الأرض خاشعة , فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إِنَّ
الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ[
كان الحديث فيها عن العباده فالله عزوجل يأمر عباده بطاعته وعبادته بالسجود
له والتسبيح ومن ثمار العباده على النفس الخشوع أي ان جو الايه جو عبادة
وخشوع وسجود ,و يتسق معه تصوير الأرض(خاشعة) فإذا نزل عليها الماء اهتزت
وربت .
وكذلك حال قلب المؤمن يكون عامرا بالخير لكن ذكر الله وعبادته تزيده خيرا
وايمانا وبهجه وكذلك الارض الخاشعه تكون مهيئه بالنبات لكن نزول الماء
يزيدها انبات وحياة .
وهناك سر جمالي اخر ايضا في هاتين الايتين :
ضرب الله المثل في السياق الاول والثاني بالارض كاتشبيه حال الانسان في السياقين
فلما كان ضرب المثال بالارض دونا عن غيرها من المخلوقات ؟
لان الارض والانسان بينهما تشابه كبير جدا فالارض من تراب والانسان اصل
خلقه من تراب وان عمار الارض وحياتها بالماء وكذلك الانسان حياته لا تكون
الا بالماء
| |
|
