هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ها قد أقبل شهر الصوم فما أنتم فيه بصانعين ــ لعبد القادر بن محمد الجنيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الديسطي
عضو نشيط
عضو نشيط
محمد الديسطي


المشاركات : 243

ها قد أقبل شهر الصوم فما أنتم فيه بصانعين ــ لعبد القادر بن محمد الجنيد Empty
مُساهمةموضوع: ها قد أقبل شهر الصوم فما أنتم فيه بصانعين ــ لعبد القادر بن محمد الجنيد   ها قد أقبل شهر الصوم فما أنتم فيه بصانعين ــ لعبد القادر بن محمد الجنيد Emptyالأحد يوليو 07, 2013 5:23 pm

[b class="bbc_center" style="text-align: center; color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 24px; font-weight: bold; line-height: 43px; background-color: rgb(234, 244, 255);"][b class="bbc"]هَا قَد أقبلَ شهرُ الصومِ فَمَا أنتُم فِيه بِصَانعِين[/b][/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]الحمدُ لله الجواد الكريم، الغني الوهَّاب، الذي جعل الصيام جُنَّة من النَّار وعذابها، ومكفِّرًا للخطايا والآثام، ومضاعِفًا للأجر والثواب، ودافِعًا إلى زيادة البرِّ والإحسان، وشافعًا لأهله يوم الجزاء والحساب.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهو العليُّ العظيم، البَرُّ الرحيم، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله، وخير من صلَّى لربِّه وقام، وأتقى مَن حجَّ له وصام، فصلَّى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، ما تعاقب ليل مع نهار.[/b]
[b style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 24px; font-weight: bold; line-height: 43px; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); color: rgb(0, 0, 255);"][b class="bbc"]أما بعد، [/b][/b][b style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 24px; font-weight: bold; line-height: 43px; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); color: rgb(0, 0, 255);"][b class="bbc"]فيا أيُّها الإخوة ويا أيَّتُها الأخوات-سَاقَكم الله إلى ما يقرِّبكم منه ويرضيه-:[/b][/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]لا ريبَ أنَّ جميعكم يُقِرُّ ولا يتنكَّر، يتذكَّر ولا ينسَى، أن نِعم الله-جل وعلا-عليه لا تزال تتابع، وإحسانه له يكثر حِينًا بعد حين، وكل يوم هو منها في مزيد، فما تأتي نعمةٌ إلا وتلحقها أخرى، يرحم بها عباده الفقراء إليه، المحتاجين إلى عونه وغفرانه وإنعامه، فله الحمد دومًا، ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شاء مِن شيء بعد، وفي الأولى والآخرة.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وإنَّ من أجلِّ هذه النِّعم، وأرفع هذه العطايا، وأجمل هذه المِنن، هي فرضه عليكم صوم شهر رمضان، وما أدراك ما شهر رمضان، ثم ما أدراك ما شهر رمضان، يقول النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-في بيان كبير شأنه، وجليل أمره: [b class="bbc"]((إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ))[/b]رواه البخاري (3277)، ومسلم (1079).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]فهنيئًا، ثم هنيئًا، في هذا الشهر الطيب المبارك لمن أمسكَ بزِمام نفسه، وشمَّر عن ساعد الجِد، فسلك بها سبيل الجنَّة، لينعم بالسُّكنى فيها، ويتنعَّم بخيراتها ومَطَايِبها، وجنَّبها سُبل النَّار، والشَّقاء فيها، ومسكينٌ بل وأشدُّ من مسكين، من سلكَ بنفسِه طريقَ المعصية والهوان، وأوردها مواردَ الهلاك، وأحلَّها محالّ العطب، وأوقعها مواقع الخسران، وأغضب ربَّه الرَّحيم الرَّحمن، وقد يُسِّرت له أسباب الرحمة والمغفرة، وسُهِّل له طريق التوبة والإنابة، ففُتِّحَت أبواب الجنة، وغُلِّقت أبواب النار، وسُلسِلت الشياطين وصُفِّدت.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]فلئن كنتم أيُّها المؤمنون بالله ربكم تريدون مغفرة الخطايا، وإذهاب السيئات؛ فاطلبوا ذلك في الصيام، فقد قال النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-:[b class="bbc"] ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) [/b]رواه البخاري (38)، ومسلم (760).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وقال-صلى الله عليه وسلم-: [b class="bbc"]((الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ))[/b] رواه مسلم (233).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وإن كنتم تطلبون مضاعفة الحسنات، والرِّفعة في الدرجات، فعليكم بالصيام، فقد قال رسول الله-صلَّى الله عليه وسلَّم-: [b class="bbc"]((كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي))[/b] رواه البخاري (7054و1894و7492)، ومسلم (1151) واللفظ له.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وإن كنتم تودُّون أن تكونوا من أهل الجنَّة المنعَّمِين السعداء فلا تغفلوا عن صوم شهر رمضان، فقد ثبت عن النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-أنه خَطب النَّاس في حجَّة الوداع فقال لهم: [b class="bbc"]((اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ))[/b] رواه أحمد (22161و22258و22260)، والترمذي (616) واللفظ له، والحاكم (19و1436و1741)، وابن حبان (4563).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وإن كان بكم شوقٌ إلى دخول الجنَّة من باب الرَّيان فكونوا من أهل الصيام؛ فقد قال النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-:[b class="bbc"] ((إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ))[/b]رواه البخاري (1896) واللفظ له، ومسلم (1152).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وإن كنتم تبغُون وقاية النَّفس من حَرِّ النار ولهبِها فأقبلوا على الصيام، فقد ثبت عن النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-أنه قال: [b class="bbc"]((الصِّيَامُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ)) [/b]رواه أحمد (16278و17902)، والنسائي (2230)، وابن ماجه (1639)، وابن خزيمة (1891).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وإن كنتم تَتمنُّون الشفاعة يوم الحشر والعَرْض وتتشوَّفُون لها فإنَّ من أسباب نَيلها الصيام؛ فقد ثبت عن النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-أنه قال: [b class="bbc"]((الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ))[/b] رواه أحمد (6626)، وابن المبارك في كتاب «الزهد» (385)، والحاكم (2036 ) وغيرهم.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وإن كانت نفوسكم تهفُو وتتطلَّع لأن تكون من أهل المنازل العالية الرفعية، فقد ثبت أن رجلاً جاء إلى النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-فقال له: [b class="bbc"]((يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِنْ شَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَصَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأَدَّيْتُ الزَّكَاةَ، وَصُمْتُ رَمَضَانَ وَقُمْتُهُ، فَمِمَّن أنا؟ قال: أَنْتَ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ)) [/b]رواه ابن معين في جزءٍ له (190)، ومن طريقه ابن حبان (3438) وغيرهما.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]ويزيدُ في فرحكم وإيناسكم قول الله-عز وجل-مُبشِّرًا أهل طاعته ومُحفَّزًا: ﴿[b class="bbc"] إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾[/b].[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]قال العلامة الشوكاني-رحمه الله-في «تفسيره» (4/401) عند هذه الآية:[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]قوله: [b class="bbc"]﴿أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾[/b] أي: مغفرةً لذنوبهم التي أذنبوها، وأجرًا عظيمًا على طاعاتهم التي فعلوها من الإسلام، والإيمان، والقنوت، والصدق، والصبر، والخشوع، والتصدُّق، والصوم، والعَفاف، والذِّكر، ووصفَ الأجر بالعِظَم للدلالة على أنه بالغ غاية المبالغ، ولا شيء أعظم من أجر هو الجنَّة، ونعيمها الدائم الذي لا ينقطع ولا ينفد، اللهم اغفِر ذنوبَنا، وأعظِم أجورنا.اهـ[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 48px;"][b class="bbc"]أيُّها الإخوة والأخوات:[/b][/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]بادروا إلى ربكم-عزَّ وجل-في هذا الشهر الجليل المبارك العظيم بالتوبة النَّصوح من جميعِ الذنوب والآثام، من ذنوب الأقوال والأفعال، ومن ذنوب الشُّبهات والشَّهوات، ومن الشِّركيات الشَّنيعة الْمُهلكة، والبدع القبيحة الفظيعة، والمعاصي الكريهة المخزية.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]توبوا إليه-سبحانه-من عبادةِ الأولياء والصالحين معه، بدعائِهم والاستغاثة بهم، أو الذبح والنذر لهم، أو الطواف بقبورهم.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]توبوا إليه-سبحانه-من الحلف بالنبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-والأولياءِ والصالحين والشَّرف والجاه والآباء والأمهات والأمانة والذِّمة.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]توبوا إليه-سبحانه-من بناء المساجد أو القباب أو المقصورات على قبور الصالحين، ومن التبرُّك والتمسُّح بها، والعكوف عليها.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]توبوا إليه-سبحانه-من البدع في الموالد، والمآتم، والأعراس، والشهور والأيام، والأوراد والأذكار.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]توبوا إليه-سبحانه-من الغِيبة والنميمة، والكذب والبهتان، والسَّب واللعن، والقذف والشتم، ورمي الناس بالباطل.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]توبوا إليه-سبحانه-من الغِل والحقد والحسد، والبغي والظلم والعدوان، والإيذاء والسخرية، والاستهزاء والاحتقار.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]توبوا إليه-سبحانه-من سماع غناء المغنين والمغنيات، وعزف آلات المعازف وأجهزتها.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]توبوا إليه-سبحانه-من مشاهدة الصور والمناظر المحرمة في الفضائيات، والإنترنت، والهاتف الجوال، والصحف والمجلات، والوتساب وتويتر، وإرسالِها ونشرها بين الناس.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]توبوا إليه-سبحانه-من التهاون في أوقات الصلوات، والتكاسل عن الجُمَع والجماعات.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]فإنه مَن لم يتب في هذا الشهر الطيب الجليل فمتى يتوب؟[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]ومن لم يقلع عن ذنوبه وآثامه ومعاصيه في هذا الشهر العزيز فمتى يقلع؟[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]ومن لم يرحم نَفْسَه التي بين جنبَيه في هذا الشهر العظيم فمتى يرحمها؟![/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]فقد ثبت عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-صَعِد المنبر، فقال: [b class="bbc"]((إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي، فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمِينَ،...))[/b] الحديث، رواه ابن خزيمة (1888)، وأبو يعلَى (5922)، وابن حبان (907و409) واللفظ له، وغيرهم.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]فيا حسرةَ! ويا بؤسَ! ويا خسارةَ! مَن دخل في دعوة جبريل-عليه السلام-، وتأمين النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-عليها، فأبعده الله وأخزاه وأشقاه وأهانه.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]فَيَا ذَا الذي ما كفَاهُ الذَّنبُ في رَجَبِ [/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]حتَّى عَصَى الله في شهرِ شعبانِ[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]لقد أظلَّك شهرُ الصومِ بعدَهُمَــا [/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]فلا تُصَيِّرْه أيضًا شهرَ عصيـانِ[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]قال الحافظ ابن رجب الحنبلي-رحمه الله-في كتابه «لطائف المعارف» (ص214):[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]مَن رُحِم في رمضان فهو المرحوم، ومن حُرِم خيرُه فهو المحروم، ومَن لم يتزود لمعاده فيه فهو مَلُوم،.. [و] مَن لم يربح في هذا الشهر ففي أيّ وقت يربح؟ ومَن لم يقرب فيه مِن مولاه فهو على بُعدٍ لا يبرح.اهـ[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 48px;"][b class="bbc"]أيُّها الإخوة والأخوات:[/b][/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]إنَّ الصائمين من الناس في شهر رمضان عن الطعام والشراب والجماع كُثُر؛ ولكن الصائم الموفَّق الْمُسدَّد دون ذلك.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وفي وَصفِ هذا الصائم يقول الإمام ابن قيم الجوزية-رحمه الله-في كتابه «الوابل الصيب من الكلم الطيب» (ص46):[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]والصائمُ هو الذي صامت جوارحُه عن الآثام، ولسانُه عن الكذب والفحش وقول الزور، وبطنُه عن الطعام والشراب، وفرجُه عن الرَّفث، فإن تكلَّم لم يتكلم بما يجرحُ صومَه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومَه، فيخرج كلامه كلُّه نافعًا صالحًا، وكذلك أعماله فهي بمنزلة الرائحة التي يَشُمها من جَالس حامل المسك، كذلك مَن جالس الصائم انتفع بمجالسته، وأَمِن فيها من الزُّور والكذب والفجور والظلم، هذا هو الصومُ المشروع لا مجرد الإمساك عن الطعام والشراب، ...، فالصومُ هو صومُ الجوارح عن الآثام، وصومُ البطن عن الشراب والطعام، فكما أن الطعام والشراب يقطعه ويفسده، فهكذا الآثام تقطع ثوابه وتفسد ثمرته فَتُصَيِّرُه بمنزلةِ مَن لَم يصم.اهـ[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]ويؤكدُ كلامه هذا ويقويه هذه الأحاديثُ النبوية، والآثار المروية عن الصحابة والتابعين-رضي الله عنهم-.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]فقد قال النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-: [b class="bbc"]((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ))[/b] رواه البخاري (1903).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]والمراد بـ [b class="bbc"]((الزُّور))[/b]: كلُّ قولٍ مُحرَّم.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]فيدخلُ فيه: الكذب، وشهادة الزُّورِ، والغِيبة، والنميمة، والقذف، والإفك، والبهتان، والغناء، والاستهزاء، والسخرية، وسائر ألوان الباطل من الكلام.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وثبت عنه-صلَّى الله عليه وسلَّم-أنه قال: [b class="bbc"]((رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ))[/b] رواه أحمد (8856)، وابن خزيمة (1997)، والحاكم (1571)، وابن حبان (3481 ).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وثبت عنه-صلَّى الله عليه وسلَّم-أنه قال: [b class="bbc"]((لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ، إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ أَوْ جَهِلَ عَلَيْكَ فَلْتَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ))[/b] رواه ابن خزيمة (1996) واللفظ له، والحاكم (1570)، وابن حبان (3479).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وصحَّ عن أبي المتوكل الناجي-رحمه الله-أنه قال: [b class="bbc"]((كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَأَصْحَابُهُ إِذَا صَامُوا جَلَسُوا فِي الْمَسْجِدِ قَالُوا: نُطَهِّرُ صِيَامَنَا))[/b] رواه ابن أبي شيبة (8881)، وهنَّاد بن السَّري في «الزهد» (1207) واالفظ له، وأبو نُعيم في «الحلية» (1/282) وغيره.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وقال جابر بن عبد الله-رضي الله عنه-: [b class="bbc"]((إِذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ وَبَصَرُكَ وَلِسَانُكَ عَنِ الْكَذِبِ، وَدَعْ عَنْكَ أَذَى الْخَادِمِ، وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ سَكِينَةٌ وَوَقَارٌ، وَلَا تَجْعَلْ يَوْمَ صَوْمِكَ وَيَوْمَ فِطْرِكَ سَوَاءً))[/b] رواه ابن أبي شيبة (8880)، وابن المبارك في «الزهد» (460و1308)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3374).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وثبت عن أبي صالح الحنفي عن أخيه طَلِيق بن قيس أنه قال: قال أبو ذر-رضي الله عنه-: [b class="bbc"]((«إِذَا صُمْتَ فَتَحَفَّظْ مَا اسْتَطَعْتَ»، وَكَانَ طَلِيقٌ إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِهِ دَخَلَ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَّا لِصَلَاةٍ))[/b] رواه ابن أبي شيبة (8878)، ومن طريقه البيهقي في «فضائل الأوقات» ( 63).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وصحَّ عن عطاء بن السائب-رحمه الله-أنه قال: [b class="bbc"]((كان أصحابنا يقولون: أَهْوَنُ الصِّيَامِ تَرْكُ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ))[/b] رواه مُسدَّدٌ في «مسنده» (1018من المطالب العالية).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وثبت عن جعفر بن برقان-رحمه الله-أنه قال: [b class="bbc"]((سَمِعْتُ مَيْمُونًا، يَقُولُ: إِنَّ أَهْوَنَ الصَّوْمِ تَرْكُ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ))[/b] رواه ابن أبي شيبة (8883)، وأبو نُعيم في «الحلية» (4/90) وغيره.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي-رحمه الله-في كتابه «لطائف المعارف» (ص127) عند قول النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-[b class="bbc"]((الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))[/b]:[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]فالصيامُ يشفع لمن منعه الطعام والشهوات المحرمة كلها، سواء كان تحريمها يختصُّ بالصيام كشهوة الطعام والشراب والنكاح ومقدماتها أو لا يختص كشهوة فضول الكلام المحرَّم والنظر المحرَّم والسَّماع المحرَّم والكسب المحرَّم، فإذا منعه الصيام من هذه المحرَّمات كلها فإنه يشفع له عند الله يوم القيامة، ويقول: [b class="bbc"]((يا رب منعته شهواته فشفِّعْنِي فيه))[/b] فهذا لمن حفظ صيامه ومنعه من شهواته.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]فأما من ضيَّع صيامه ولم يمنعه مما حرّمه الله عليه فإنه جدير أن يضرب به وجه صاحبه ويقول له: ضيَّعك الله كما ضيَّعتَني كما وَرَدَ مثل ذلك في الصلاة.اهـ[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]فالله! الله! في شهر رمضان.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]الله! الله! في هذا الركن العظيم.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]الله! الله! في صيامكم.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]لا تُكدِّرُوه بالسَّيئات والذنوب، ولا تُسوِّدُوه بالمعصية والوزر، ولا تُنقصوه بسماع ومشاهدة ومقارفة الآثام والخطايا، ولا تخدشوه بالوقوع في أعراض الناس بالكذب والغيبة والنميمة والافتراء والبهتان، ولا تُضعِفُوا أجره وثمرته بإرسال المقاطع والصور المحرمة عبر قنوات الاتصال من فضائيات وإنترنيت وهاتف جوال ووتساب وتويتر، وعفُّوا أسماعَكم وأبصاركم وألسنتكم وباقي جوارحكم عن جميع المحرمات، وفي كلِّ الأوقات، وبالليل والنهار.[/b]
[b style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 24px; font-weight: bold; line-height: 43px; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); color: rgb(0, 0, 255);"][b class="bbc"]أيُّها الإخوة والأخوات:[/b][/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]إنَّ من أعظم ساعات المسلم هي تلك الساعات التي يقضيها مع كتاب ربه القرآن، فيتلوا ويتدبَّر ويتعلَّم الأحكام ويأخذ العِظَة والعِبرة.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]فأكثِروا من الإقبال على القرآن في هذا الشَّهر الطيِّب الْمُطيَّب، والزمن الفاضل الجليل، وحُثُّوا أهليكم رجالاً ونساءً، صغارًا وكبارًا، على تلاوته والإكثار منه، واجعلوا بيوتكم ومراكبكم عامرةً به، فإنَّ أجر العمل يُضَعَّفُ بسبب شرف الزمان الذي عُمِل فيه.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]ولقد كان نبيكم-صلَّى الله عليه وسلَّم-يُقبل على القرآن في هذا الشهر إقبالاً خاصًّا، فكان يتدارسه مع جبريل-عليه السلام-كلَّ ليلة؛ إذ قال عبدُ الله بن عباس-رضي الله عنهما-: [b class="bbc"]((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ))[/b] رواه البخاري (6) واللفظ له، ومسلم (2308).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي-رحمه الله-في كتابه «لطائف المعارف» (242-243):[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]دلَّ الحديثُ على استحباب دراسة القرآن في رمضان، والاجتماع على ذلك، وعَرْض القرآن على مَن هو أحفظ منه، وفيه دليلٌ على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان.اهـ[/b]
[b style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 24px; font-weight: bold; line-height: 43px; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); color: rgb(0, 128, 128);"]وقال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ في كتابه "فضائل القرآن"(ص37):[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]ولهذا يستحب إكثار تلاوة القرآن فى شهر رمضان، لأنه ابتدئ بنزوله, ولهذا كان جبريل يعارض به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كل سنة في شهر رمضان، ولما كانت السنة التي توفي فيه عارضه به مرتين تأكيداَ وتثبيتاً.اهـ[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]ولقد كان لسلفكم الصالح-رحمهم الله-مع القرآن في هذا الشهر الجليل شأنًا عظيمًا، وحالاً عَجَبًا؛ فقد كانوا يُقبلون عليه إقبالاً كبيرًا، ويهتمُّون به اهتمامًا متزايدًا، ويتزوَّدُون من قراءته كثيرًا.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]فقد صحَّ عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه: [b class="bbc"]((أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي ثَلَاثٍ))[/b]رواه القاسم بن سلام (234) والفريابي (132) في كتابيهما «فضائل القرآن»، وسعيد بن منصور في «سننه» (150 قِسمُ التفسير).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وصحَّ عن إبراهيم النخعي-رحمه الله-أنه قال: [b class="bbc"]((كَانَ الْأَسْوَدُ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ))[/b] رواه أبو عبيد (235) والفريابي (141) في كتابيهما «فضائل القرآن»، وسعيد بن منصور في «سننه» (151قِسمُ التفسير).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وأخرج عبد الرزاق في «مصنفه» (5955) عن الثوري عن مغيرة عن عمران عن إبراهيم النخعي: [b class="bbc"]((أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي كُلِّ ثَلَاثٍ، فَإِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ قَرَأَهُ فِي لَيْلَتَيْنِ، وَاغْتَسَلَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ))[/b].[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وكان الإمام الشافعي-رحمه الله-يختمه في كلِّ يومٍ وليلة من شهر رمضان مرتين.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وكان الإمام البخاري-رحمه الله-يقرأ في كلِّ يومٍ وليلة من رمضان ختمةً واحدة.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وكيف لا يكون هذا هو حال السَّلف الصالح-رحمهم الله-مع القرآن العزيز، ورمضانُ هو شهر نزوله، وشهر مدارسة جبريل-عليه السلام-له مع سيِّد الناس-صلَّى الله عليه وسلَّم-، وزمنه أفضل الأزمان، والحسنات فيه مضاعفة متزيدة.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وقد صحَّ عن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-أنه قال: [b class="bbc"](([/b][b class="bbc"]تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يُكْتَبُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَيُكَفَّرُ بِهِ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ: [/b][b class="bbc"]﴿ الم ﴾[/b][b class="bbc"] وَلَكِنْ أَقُولُ: أَلِفٌ عَشْرٌ، وَلَامٌ عَشْرٌ، وَمِيمٌ عَشْرٌ[/b][b class="bbc"])) [/b]رواه ابن أبي شيبة (29932)، وأحمد في «الزهد» (1825)، وأبو عبيد (21) والفريابي (57) في كتابيهما «فضائل القرآن».[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وثبت عن عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-أنه قال: [b class="bbc"](([/b][b class="bbc"]مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا رَجَعَ مِنْ سُوقِهِ أَوْ مِنْ حَاجَتِهِ إِلَى أَهْلِهِ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ فَيَكُونَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ[/b][b class="bbc"]))[/b] رواه ابن المبارك في «الزهد» ( 807).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وحتى لا يُشكل على البعض ختم كثير من السلف الصالح-رحمهم الله-للقرآن في أقلِّ من ثلاث.[/b]
[b style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 24px; font-weight: bold; line-height: 43px; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); color: rgb(0, 128, 128);"]فقد قال الحافظ ابن رجب الحنبلي-رحمه الله-في كتابه «لطائف المعارف»(ص246) في دَفعِه وتوجيهه بعد أن سَاق جملةً من الآثار الواردة عنهم في ختم القرآن مرات كثيرة في شهر رمضان:[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وإنما وَرَدَ النهي عن قراءة القرآن في أقلِّ من ثلاث على المداومة على ذلك؛ فأمَّا في الأوقات المفضلة كشهر رمضان، خصوصًا الليالي التي يُطلب فيها ليلة القدر أو في الأماكن المفضلة كمكَّة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحبُّ الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتنامًا للزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدلُّ عمل غيرهم كما سبق ذكره.اهـ[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 48px;"][b class="bbc"]أيُّها الإخوة والأخوات:[/b][/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]لقد كان لصيام هذا الشهر المبارك أثرٌ كبيرٌ على نَفسِ سيِّد وَلدِ آدم أجمعين في الإكثار من الأعمال الصالحة، لا سيما الجُود والبذل والإحسان والإنفاق في وجوه البرِّ، وسُبُل الإحسان، ومصارف الخير، ودَفْع ضِيق الفقراء والمحتاجين والْمُعْوِزِين، فقد قال عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-:[b class="bbc"]((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ))[/b]رواه البخاري (6) واللفظ له، ومسلم (2308).[/b]
[b style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 24px; font-weight: bold; line-height: 43px; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); color: rgb(0, 128, 128);"]وقال الإمام الشافعي-رحمه الله-كما في «مختصر المزني» (9/68مع كتاب الأم):[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وأُحبُّ للرَّجُل الزيادةَ بالجُود في شهرِ رمضان اقتداءً به-صلى الله عليه وسلم-، ولِحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغُل كثير منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم.اهـ[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]فاقتدوا-بارك الله لكم في أموالكم-بأجود الناس-صلَّى الله عليه وسلَّم-، وأكثرهم كرمًا، فجُودُوا على إخوانكم وأخواتكم من المسلمين في هذا الشهر الطيب، والزمن الفاضل الشريف، وازدادُوا جُودًا، وكونوا من الكرماء، وأَذهِبوا عن أنفسكم لَهَف الدرهم والدينار، وتعلقها بالريال والدولار، وتخوُّفها من الفقر والحاجة؛ فإن الشحيح لا يضرُّ إلا نَفْسَه، ولا يكدر إلا ماله، وقد قال الله-عز وجل-مُعاتبًا وموبِّخًا لمن هذه حاله: [b class="bbc"]﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾.[/b][/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: [b class="bbc"](([/b][b class="bbc"] مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ، إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ))[/b] رواه البخاري (1442) ومسلم (1010).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]فأنفقوا ولا تمسكوا، وجودوا ولا تبخلوا،[/b][b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 24px; font-weight: bold; line-height: 43px; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255);"] [/b][b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]ولا تحتقروا القليل من البذل والعطاء، لا تحتقروا قليل الصدقة، ولا تجعلوها تردُّكم أو تُضعفكم عن الإنفاق في وجوه البرِّ، وطرق الإحسان، فإن النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-قد قال: [b class="bbc"]((لَيَقِفَنَّ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حِجَابٌ وَلاَ تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ لَهُ: أَلَمْ أُوتِكَ مَالًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، ثُمَّ لَيَقُولَنَّ أَلَمْ أُرْسِلْ إِلَيْكَ رَسُولًا؟ فَلَيَقُولَنَّ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ شِمَالِهِ فَلاَ يَرَى إِلَّا النَّارَ، فَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمُ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ)) [/b]رواه البخاري (1347)، ومسلم (1016).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وقال الله ـ عز وجل ـ: [b class="bbc"]{ [/b][b class="bbc"]وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا }[/b].[/b]
[b style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 24px; font-weight: bold; line-height: 43px; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); color: rgb(0, 128, 128);"]وقال العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ في "تفسيره"(894) عند هذه الآية:[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وليعلم أن مثقال ذرة من الخير في هذه الدار، يقابله أضعاف أضعاف الدنيا، وما عليها في دار النعيم المقيم، من اللذات والشهوات، وأن الخير والبر في هذه الدنيا، مادة الخير والبر في دار القرار، وبذره وأصله وأساسه، فوا أسفاه على أوقات مضت في الغفلات، وواحسرتاه على أزمان تقضت بغير الأعمال الصالحات، وواغوثاه من قلوب لم يؤثر فيها وعظ بارئها، ولم ينجع فيها تشويق من هو أرحم بها منها.اهـ[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]ومن الجود بالخير في شهر رمضان تفطيرُ الصائمين من القرابة والجيران والأصحاب والفقراء والخدم والعمال، فقد ثبت عن النبي-صلَّى الله عليه وسلم-أنه قال مُرغِّبًا في فِعله، وحاثًّا عليه، ومبيِّنًا عظيم أجره، وكبير فضله، وحُسن عائِده على فاعله:[b class="bbc"]((مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، إِلَّا أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْءٌ)) [/b]رواه أحمد (17033و21676) واللفظ له، والترمذي (807)، وابن ماجه (1746)، وابن حبان (3429).[/b]
[b style="font-family: 'Traditional Arabic'; font-size: 24px; font-weight: bold; line-height: 43px; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); color: rgb(0, 0, 255);"][b class="bbc"]أيها الإخوة والأخوات من المتزوجين الجدد:[/b][/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]اتقوا الله ربَّكم حقَّ تقواه، وأَجِلُّوه حقَّ إجلاله، وعظِّمُوا أوامره، وأَكبِرُوا زواجره، ولا تُهينُوا أنفسكم بعصيانه، وتذلُّوا رقابكم بالوقوع في ما حرَّم؛ فتنقادوا للشيطان، وتخضعوا للشهوة، فتجامعون زوجاتكم في نهار شهر رمضان؛ فإنَّ الإفطار قبل حلول وقته من غير عذرٍ ذنبٌ خطير، وجُرمٌ شنيع، وفِعلٌ قبيح، وصنيعٌ معِيب، وتجاوزٌ لحدود الله فظيع، وجنايةٌ ظاهرة، ومهلَكةٌ للواقع فيه، وقد ثبت عن النبي-صلَّى الله عليه وسلَّم-أنه قال في بيان عقوبة من يفطرون قبل تحلَّة صومهم وإتمامه: [b class="bbc"]((بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلَانِ، فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ، فَأَتَيَا بِي جَبَلًا وَعْرًا، فَقَالَا: اصْعَدْ، فَقُلْتُ: إِنِّي لَا أُطِيقُهُ، فَقَالَا: إِنَّا سَنُسَهِّلُهُ لَكَ، فَصَعِدْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ إِذَا بِأَصْوَاتٍ شَدِيدَةٍ، قُلْتُ: مَا هَذِهِ الْأَصْوَاتُ؟ قَالُوا: هَذَا عُوَاءُ أَهْلِ النَّارِ، ثُمَّ انْطُلِقَ بِي، فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ، مُشَقَّقَةٍ أَشْدَاقُهُمْ، تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا قَالَ: قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ ...)) [/b]الحديث، رواه ابن خزيمة (1986)، والحاكم (1568و2837) وابن حبان (7491).[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-size: 36px;"]وقد وسَّع الله-تعالى-لكم في الوقت، فجعل لكم الليل جميعه مسرحًا، فعليكم بالسَّعَة، واتركوا وقت الحرج والمنع، وتجنَّبوا أسباب الوقوع في هذه المعصية، وسدُّوا طرق الوقوع فيها.[/b]
[b style="color: rgb(0, 0, 128); font-family: 'Traditional Arabic'; font-weight: bold; text-align: right; background-color: rgb(234, 244, 255); font-si
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ها قد أقبل شهر الصوم فما أنتم فيه بصانعين ــ لعبد القادر بن محمد الجنيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحلقات العشر في صد عدوان البغاة عجيل النشمي وموافقيه على أهل السنة والحديث السلفيين(2) لعبد القادر الجنيد
» الحلقات العشر في صد عدوان البغاة عجيل النشمي وموافقيه على أهل السنة والحديث السلفيين(1) لعبد القادر الجنيد
» الحلقات العشر في صد عدوان البغاة عجيل النشمي وموافقيه على أهل السنة والحديث السلفيين (3) لعبد القادر الجنيد
» محمد صلى الله عليه وسلم طموحا:
» محمد صلى الله عليه وسلم طفلا:

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقسام الإسلاميه :: المنبر الإسلامي-
انتقل الى: