بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد
هذه قصيدة كتبتُها ردًّا على قصيدة الحلبي المسماة (تنبيه وتنويه ....لكل فاضل نبيه - في (البلاء)الذي نحن فيه - !) ومطلعُها:
Quote
(مُبادرتي)سبيلٌ فيه أرجو******تكاتُفَ ذي الزُّنود بذي الجُهودِ
ولو أُخِذت بإنصافٍ لكنّا******بعهدٍ مُشرِقِ غُرٍّ جديدِ
وهي على عدَدِ أبياتها
((تنبيه وتنويه لكلِّ سلفيٍّ نبيه))
مُبادَرَةٌ تُلَوِّحُ مِن بَعيدِ *** تَقولُ أَتَيتُ بِالأَمرِ الجَدِيدِ
فشَملُ المـُسلمين غَدا شَتَاتًا *** بِهاتيكَ الصَّواعِقِ والرُّدودِ
فهيَّا نَجتَمِع في الدِّينِ رَأيًا *** ولَو شَكلاً، كَأحفادِ القُرودِ
كذا فَلنَحتَكِم عِند اختِلَافٍ *** إِلى بَعضِ القَواعِدِ والبُنودِ
فنُصلِحُ ما تَصدَّعَ، دونَ جَرحٍ *** لِمَن يَهدي إلى نَارِ الوَقيدِ
تَعصَّبَ قومُنا في قَولِ حَقٍّ *** لأعلامٍ على النَّهجِ السَّدِيدِ
لِذا فَلنَفصِلِ العُلماءَ عَنهم *** فيُلفَوا بَعدَ ذَلِك في صُدودِ
******
أَلا بِئس الذي تَبغي دَواءً *** حَديدُكَ ليسَ يُفلَحُ بالحديدِ
أَمَا واللهِ إنَّ الأمرَ جِدٌّ *** ولَيسَ كما تَبَغِّي في السُّجودِ *
لقَد خُنتَ الأمانةَ بَعد حِفظٍ *** وجُرتَ بها عنِ الحُكم الرَّشيدِ
فذلك مَنهجُ الإسلامِ دينٌ *** يَقُومُ عَلى المَودَّةِ بالقُيودِ
وتَركِ الـمُحدَثاتِ بِشَرعِ ربِّي *** إلى المِنهاجِ والأمرِ العَتِيدِ
قَصِيدُكَ بَاطِلٌ عَقلًا وشَرعًا *** كمِثلِ قصائدِ الغِرِّ البَليدِ
ولولا أنَّ شِعرَكَ ليسَ شِعرا *** لجئتُ بِكُلِّ قافِيَةٍ شَرودِ
___________
* وذلك أن الحلبي يقول في قصيدتِه:
وألْهَجُ بالدعاء كثيرَ وقتٍ******قيامي أو قُعودي أو سُجودي
ولو كان صادِقًا مع نفسِه طالِبا للحقِّ لفزِعَ إلى استخارةِ ربِّه، إذ ليس من العَقل أن يُخالِفَه علماءُ السُّنة ويُبَدِّعونه من عند أنفُسهم،
وأمَّا الدُّعاء بإصلاحِ المسلمين ولَمِّ شَملِهم ولَو على الباطل فمَحضُ عبَثٍ ولهو يدُلُّ على قِلَّةِ حَياءٍ من الباري سبحانه.
________________
كتبها: محمد الديسطي